امتدح مدرب الفيصلي الكرواتي زلاتكو مستوى المنافسة المرتفع في الدوري السعودي والإمكانات العالية التي يتمتع بها اللاعبون في المنافسات المحلية، مرجعاً خروج المنتخب السعودي الأول من كأس آسيا إلى عدم وجود اللحمة الكافية بين اللاعبين. وعلى عكس التصريحات المنتقدة للتحكيم السعودي، أشاد زلاتكو بالحكم المحلي، مؤكداً أنه يحتاج إلى ثقة أكبر، مشدداً على أنه توقع سلفاً حصول الهلال على الدوري، مؤكداً أنه ما زال متمسكاً برأيه. ووصف في حوار مع «الحياة» مهاجم الهلال ياسر القحطاني ب«أسطورة الكرة السعودية»، فإلى تفاصيل الحوار: بعد أن تجاوز الدوري السعودي مرحلة متقدمة من منافساته؟ ما رأيك فيه؟ - بصراحة فوجئت بمستوى الدوري السعودي، وبما أنك أتحت إليّ الكلام، أود أولاً أن أشيد بالبنية التحتية التي توجد هنا، والملاعب الموجودة في السعودية، فبشكل عام هناك إمكانات عالية يحظى بها اللاعب السعودي من النواحي كافة، أما على صعيد النواحي الفنية، فهناك منافسة عالية جداً وهناك لاعبون على مستوى عال من التميز، وأنا أرى أنه دوري مغرٍ ويرفع معنويات الكثيرين من مدربين ولاعبين وإداريين وأي شخص يعمل به، وبالتالي أنا أقولها وبصراحة، الدوري السعودي يتمتع بجودة عالية جداً من ناحية المهارات والإمكانات الفردية والجماعية، والأهم من ذلك كله أن اللاعبين يمارسون كرة القدم بمتعة عالية. تتحدث بإيجابية كبيرة عن الدوري السعودي، ولكن ماذا عن الوجه الآخر وأقصد السلبيات التي لاحظتها؟ - ربما هناك سلبية وحيدة في الدوري السعودي وهي التوقفات الطويلة التي تضر بالفرق، ولا يوجد شيء آخر سلبي لكي أذكره أو أنتقده. التوقف الذي حصل بالدوري هل أصاب فريقك بالضرر أم أنك استفدت منه؟ - كما قلت لك سابقاً، هذا الأمر ليس في صالح الدوري السعودي، ونحن الآن نلعب مباراة كل 15 يوماً، وفي أوروبا تستمر المباريات بلا تأجيل، وربما يكون الفارق بين المباراة والأخرى 3 أو 4 أيام، ومن وجهة نظري لابد من القائمين على الأمر محاولة معالجة ذلك وإزالة هذه التوقفات الكثيرة، نحن لدينا 9 مباريات متبقية وسنخوضها في أربعة أشهر، وهذه فترة طويلة، وهذه المشكلة الوحيدة التي أراها سلبية في دوري زين. هل هذا مبرر خلف تراجع مستوى فريقك؟ - بلا شك هذا يضر الكثير من الفرق حيث من الصعب المحافظة على اللياقة وأنت تلعب في الشهر مباراتين، وأعتقد أن الحل الأسلم هو أن أي فريق لديه مباراة مؤجلة يتم تقديم المباراة التالية له لا أن ينتظر أكثر من نصف شهر حتى يخوضها. الفيصلي تفوق على أرضه على أندية لها باع طويل بالدوري، هل أصبح الأرض والجمهور سلاحاً لك؟ - بالتأكيد هناك وصفة هي العمل الجاد وجودة التنظيم وبعدها خلق جو من الروح العالية بالفريق وخلق نوع من الثقة بيني وبين اللاعبين، نحن فقدنا مباراتين في أرضنا من الهلال والاتحاد، فهذان الفريقان لم ينالا فوزاً سهلاً بل تجاوزا الفيصلي بصعوبة بالغة، وأنا أذكر في آخر 14 مباراة بدءاً من الأسبوع الرابع من الدوري فقدنا مباراتين فقط من أندية كبيرة وهي الشباب والهلال، وأنا أعزي هذا الجهد والتقدم العالي إلى اللاعبين الذين يعملون بكل جد وعزيمة وتنفيذ كل ما يطلب منهم على أكمل وجه، والآن هم يعون بأن هذا العمل الجاد سيجعلهم يتقدمون إلى الأمام، وهناك شيء مهم جداً، وهو أن اللاعب عندما يثق بنفسه ويتكاتف مع بقية زملائه ويصبحون وحدة واحدة سيصعب على أي فريق كسبه سواء على أرضه أم خارجها، ونحن قبل كل مباراة نحاول أن نوضح أماكن الأفضلية التي لدينا لكي نتداركها مستقبلاً، وأي مباراة كسبناها كان خلفها العمل التكتيكي والتنفيذ الجيد من اللاعبين، والتي وصلنا بها إلى مستوى من الجودة الفنية العالية، وخلاصة ذلك أننا نتفوق على أرضنا وخارجها بتطبيق التكتيك المطلوب من اللاعبين. ما الجوانب التي تنقص اللاعب السعودي؟ - هناك فرق مهم بين اللاعب السعودي والأوروبي، وهو أن اللاعب السعودي يتحمل ولديه قوة جسمانية رائعة جداً، ولا يحتاج إلى وقت كبير كي يرفع المخزون اللياقي، الأمر الذي يجعله يشارك في مباريات كثيرة في حال أفضل من الأوروبيين، وربما يحتاج اللاعب السعودي إلى بعض الأمور التكتيكية لكن من السهل تعديلها، وهي أمور بسيطة من السهل التغلب عليها. هناك انتقادات تتناثر يمنةً ويسرةً ضد التحكيم في الدوري السعودي؟ ما رأيك أنت؟ - أنا لا أحب أن أنتقد الحكام، لأنني أرى أن الحكم يتم اختياره من الاتحاد السعودي، وهو يؤدي مهامه بكل ما يستطيع وبالتالي أي خطأ يصدر منه بالتأكيد ليس مقصوداً، وهي قرارات تأتي في ثوانٍ، والمهم أن نعي بأن هذه الأخطاء ليست مقصودة، ولاحظت في مباريات الدربي يتواجد حكام أجانب، ومن وجهة نظري أنه يوجد حكام هنا في السعودية على مستوى عال جداً، ومن الممكن أن يقودوا مباريات أوروبية لا محلية فقط. لكن هناك بعضاً من جماهير الفيصلي ترى أن الفريق كان يوماً ما ضحية لأخطاء الحكام؟ - الفيصلي احتسبت عليه خمس ركلات جزاء وجميعها سجلت منها أهداف، وبموجبها فقدنا خمس نقاط، ولا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر لأنه انتهى، وأنا متأكد أن جميعها لم تكن صحيحة، ويجب أن نعلم أنها قرارات تتخذ في ثوان، ولا أعارض عليها بل أحترمها جداً. الفيصلي بعيد عن الضغوط الإعلامية، هل أسهم ذلك في تحقيق الفريق لنتائج إيجابية واحتلاله موقعاً جيداً في الترتيب؟ - هذا سؤال مهم جداً، وأريد أن أقول إن الفيصلي يستحق أن يكون تحت الأضواء لأنه فريق صعد هذا العام، ويمتلك لاعبين لديهم المهارة العالية وحققوا نتائج ومراكز رائعة جداً، وكنت أظن أن الإعلام سيسلط الضوء عليه أكثر لأنه يستحق ذلك، وأنا أعي أنه فريق صغير، ومن منطقة صغيرة والإعلام يتجه للفرق الكبيرة لكن هذا غير صحيح. هل تعتقد أن الفريق لو حظي باهتمام إعلامي أكبر فإن ذلك سيسهم في دعمه إيجابياً؟ - أنا لا أرى أن الزخم الإعلامي سيجلب لنا النتائج الكبيرة، لكن كنت أود أن يرى اللاعبون الإعلام يتحدث عنهم ويعطيهم حقهم بكل تقدير، لكي يقدموا أكثر. إذا قلنا إن هدفكم هذا الموسم البقاء في الدوري الممتاز، ما هدفكم الموسم المقبل؟ - المهم الآن أن نبقى في الممتاز، وأن نقدم مستوى مميزاً، أما الموسم المقبل فستكون له تحضيرات خاصة وطموحات أكبر، لكن يجب حالياً أن نحقق أهدافنا التي رسمناها للموسم، وبعدها بكل تأكيد ستكون طموحاتنا وأهدافنا للموسم المقبل أكبر. طموحاتكم تقف في البقاء في منطقة الدفء كما قلت، هل من ضمن مخططاتكم المشاركة في كأس الأبطال؟ -الهدف الأساسي لنا هو البقاء في الدوري وعدم الهبوط، ونقاطنا الآن كافية لتحقيق ذلك، لكن بالتأكيد ينبع طموح آخر، وهو أن يكون الفيصلي من أحسن ثمانية فرق في الدوري، وهذا هدفنا الذي نسعى له الآن. سبق وأن رشحت الهلال للحصول على بطولة الدوري، هل مازلت مصراً على ترشيحك؟ - أنا أعتقد أنني كنت على صواب، وأن الهلال سيحصل على بطولة الدوري، وهو لعب أمام الشباب من دون رادوي وياسر القحطاني وعبدالعزيز الدوسري والعديد من اللاعبين المؤثرين واستطاع تحقيق الفوز بهدفين من دون رد، وهذا يدل على أن الهلال فريق كبير يستطيع حصد البطولات ويملك لاعبين ذوي إمكانات عالية فضلاً عن تواجد البديل الجاهز. أي مدرب في العالم عندما يقدم مستويات لافتة، تقدم إليه عروض من أندية أخرى، هل تلقيت أي عروض؟ - أنا أتيت للفيصلي ولم أكن أحظى بشهرة في عالم التدريب، وبالنسبة لي أنا أود أن أصل بالفيصلي إلى أفضل ما يمكن الوصول إليه، وذلك احتراماً لهذا الفريق والعقد الذي بيننا، وأقدم شكري لرئيس النادي الذي منحني فرصة قيادة الفريق فنياً، أما عن طموحي فهو كبير جداً، فأنا أستطيع أن أقود أقوى الفرق في الدوري السعودي، ولكن تركيزي في الوقت الحالي منصب على الفيصلي فقط، أما في ما يتعلق بالعروض فلم أتلق شيئاً، فقط أسمع من الناس أن هناك أندية ترغب في التعاقد معي. بعد أن عايشت الدوري السعودي، من هم أفضل اللاعبين المحليين والأجانب الذين يلعبون به؟ - أنا أرى أجانب الهلال هم الأفضل والأقوى على مستوى الدوري، أيضاً كماتشو في الشباب فهو لاعب ممتاز جداً، ونونو اسيس وجورج في الاتحاد، ومهاجم الأهلي فيكتور، إضافة إلى داريوا هيرتس لاعب الوسط في الفيصلي، وهو من أفضل الأجانب ولو كان يلعب لأحد الأندية الكبيرة فسيقدم مستويات أفضل وميقن مهاجم الفيصلي والذي لديه 10 أهداف، وهو يلعب في فريق صغير، أما المحليون، فأنا أرى أن ياسر القحطاني أسطورة كروية في الملاعب السعودية، فهو لاعب ماهر ويحظى بتقدير عريض من شريحة كبيرة من المجتمع وهناك محمد نور الذي يقدم مستويات مبهرة جداً، وكذلك مهاجم الشباب ناصر الشمراني، هؤلاء اللاعبون أصحاب الإمكانات العالية.