لن أجد أفضل من هذا المنبر لأرثي والدي الذي انتقل لرحمة الله يوم الثلاثاء 27 يناير2015 رحمه الله، فقد كان بشهادة اهالي البدائع يطبق اساسيات الإسلام التي بُعث النبي المصطفى لنشرها، وهي (مكارم الأخلاق) فمعلوم أن الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج هي اركان الإسلام، وتجد أن تلك الأركان تكرس في كل افعالها مكارم الأخلاق في اعلى مراتبها. فالوالد رحمه الله لم يكن من الأغنياء ولا المتعلمين ولا صاحباً لمتنفذ أو صاحب قرار، ومع ذلك استطاع بعصامية شعارها- المبادئ الراقية ومكارم الأخلاق - أن يُكوّن أسرة متماسكة مثقفة حتى تعدى احفاده المائة وجميعهم نهلو من منهجيته في تحدي الصعاب منذ حياة ما قبل النفط. فقد بدأ عمله في مشروع ساقي الخرج ثم واصل مع ارامكو وحين بدأت المشاريع التحق بشركة بن لادن ضمن عمال انشاء طريق الرياضمكة. واخيرا بدأ الكفاح بشكل فردي ليؤمن لقمة العيش لأسرته عبر شاحنة نقل للبضائع بين مناطق المملكة. لكن ما يدهش كل معارفه هو احترامه لحقوق وكرامة كل من عاشره بل واحترامه حتى لحقوق الحيوان بصورة لاتُصدّق. استعرض واحدة منها حين كان ينقل الأغنام من ميناء جدة للرياض صيفا فكان كل ما توقف في محطة يسارع بتعبئة عبوات ماء ليرش الأغنام لتخفيف الحرارة.. مع أنه لم يكن يعرف حديث المرأة التي سقت كلبا فدخلت الجنة.. ومن الغريب أن بعض من حضروا للمقبرة حين دفنه كانوا عمالاً بُسطاء غير مسلمين تركوا اعمالهم لحبهم له مع أنه لم يتواصل مع العمالة، فلم يتستر أو يكفل أي عامل طوال حياته, أحمد الله أنني ابن لمن وضعته مبادئه في صدارة المجالس ولم تضعه امواله فيه.