في المقعد المجاور لي بالطائرة ظل (صديقي الأعزب) ينفخ (ريشه)، ويُردد مقولته التي مللت منها على الأرض، هل زوجتك أمك؟! الحب للشجعان، والجبناء تزوجهم أمهاتهم! أحمد الله أننا في رحلة دولية، معظم ركابها من (الخادمات) العائدات لبلدانهن، وإن كان بعضهنّ يرمقني بعين فاهمة (للعادات السعودية)، وكأنها تقول: واخِزياه (أنا معلوم أنتي عروسة جيب ماما..)؟! وتعني بالنجدي (وعيباه)، وباللبناني (يا عيبوه)! هل تعلمون من يُساعد (ماما) عندما تختار عروس ابنها؟! أحد الأصدقاء يقول لي إن خادمتهم شاركت في اختيار (عروسه) أيضاً!؛ إذ تبين أن والدته استعانت (بالشغالة) قبل الخطبة؛ لتسأل (خادمة أهل العروس) عن بنتهم، تعاملها، وتربيتها، أين تذهب، وأين تأتي.. إلخ. هذه القصة الحقيقة تُعد مؤشراً (خطيراً) حول أسرار البيوت؛ لذا أنصح أي (فتاة عزباء) بتحسين علاقتها مع (خادمتها) في منزل أبيها، ولتكن أمامها (ذربة) و(سنعة)، وراعية (طبخ ونفخ)؛ لعل الله أن يُحدث بعد ذلك أمراً! لا يمكن الركون لعلاقات الزواج التي تتم بين (المُبتعثين السعوديين) في الخارج على أنها النموذج الأفضل بين شبابنا؛ لأنها وفق عادات وظروف البلدان التي يعيشون فيها، ولكن حادثة يتيمة شهدتها جدة عام 2012م، واشتهرت حينها باسم (عريس كارفور)، كسر خلالها شاب سعودي كل العادات والتقاليد، وقام بخطبة (زميلته في المتجر) أمام القنصل الفرنسي؛ لينقسم المجتمع والإعلام حينها بين مُرحب ومُعارض للفكرة! هناك من يُجرم أي رؤية بين الشاب والفتاة قبل الزواج، حتى لو كان بحضور وعلم الأهل، مُعطلين بذلك مفهوم (الرؤية الشرعية)، على طريقة (بنتنا ما هيب فرجة)! وهذا ما أفرز بيت الشعر الشهير (زمن الطيبين) عندما لم يجد العريس أن (عروسه) كما وصفها له الواصفون فأنشد: يا ليتها عيّت وأنا بعد عييت وليت المملك يوم جيناه عيّا هل يمكن أن تتغير الطريقة (التقليدية) لاختيار العروس في مجتمعنا؟ ما يلوح في الأفق أن المسألة (مُتكررة) في معظم النسخ، فكما تزوج الجد والأب يتزوج الابن (بذات الطريقة)! المُنظرون هم أول الرافضين لأي علاقة جادة مُمهدة للزواج؛ لذا الشجاع الحقيقي من (تزوج) برأي أمه أو أخته، والجبناء وحدهم (ينتظرون)! وعلى دروب الخير نلتقي.