كنتُ أودُّ لو استطعتُ أن أكمل أغنية أم كلثوم وأقول هذه ليلتي وحلم حياتي وأنا حرة (فيها)، وهو ما يجعلها ليلة مميزة حتى لو لم يرضَ الناس! عريس وعروسه فكّرا بأن يجعلا ليلتهما مميزة فاتفقا بينهما على أن يدخل العريس حاملاً صندوقاً وعندما تجلس العروس على الكوشة يأتي ليلبسها حذاءً ذهبياً كحذاء سندريلا. ربما لم يخطر في بال العريس والعروس التعيسين اللذين اعتقدا (خاطئين بالطبع) بأن يحترم الآخرون رغبتهما واتفاقهما السري الذي لا يشير إلى شيء سوى الرغبة في الاحتفال بصورة مختلفة عن المألوف. والمألوف - يا أحبائي - أن تدخل العروس رافعةً خشمها إلى أعلى درجة ممكنة وأن يدخل العريس (لاوي) بوزه حتى لا يقول الناس إن العروس فرحانة بالزواج، أو يقول الناس إن العريس «مو» مصدق نفسه! جرى العرف - خصوصاً في الأفراح النسائية التي يقوم بها أهل العروس كالعادة - أن يأتي أهل العريس متأخرين (لزوم الوجاهة) وأن يكشّروا تكشيرة غريبة توحي للجميع بأنهم حضروا (مغصوبين)، وهذا السلوك يجعلني في حيرة من أمري. لماذا يحضرون الأهل في معظم الأفراح بهذه الصورة؟ وما مردود ذلك على العروس والعريس؟ عودة إلى العريس والعروس أصحاب فكرة حذاء سندريلا واللذين فوجئا فور انحناء العريس لتلبيس العروس الحذاء الذهبي بأم العريس تخطف منه الحذاء وتنهال على رأسه ضرباً وخبطاً بكعبه الرفيع، وهو ما أغرقه في دمائه، وتحتم نقله إلى المستشفى للعلاج وبدلاً من انتقاله وعروسه إلى بيت الزوجية ليكملا أحداث القصة الجميلة مكثا في الطوارئ في انتظار خياطه رأس العريس بسبع غرز بعد أن قامت أخت العريس خلسةً بتهريب العروس من الصالة خوفاً من أن ينالها الضرب هي أيضاً! في غالبية بقاع الدنيا يتفق العروسان على هذه الليلة التي تخصهما بطريقتهما، فالبعض يعقد قرانه تحت الماء وفي قاع البحر وآخر يرى أن يتزوج على متن طائرة صغيرة والبعض يجعل فرحه في النهار وعلى شاطئ البحر، والبعض يحتفل في مطعم عادي بعد أن يحجز طاولة تكفي عدد أفراد الأسرتين السعداء بزواج الأبناء والذين يحضرون رغبة في المشاركة الفعلية في ليلة، ما زالت تعتبر من الليالي المهمة والمؤثرة في حياة أي زوجين. لا أدري كيف استطاعت الأم (كسر نفْس ولدها) في ليلة زفافه؟! وكيف استطاعت إهانته أمام زوجته؟! ألم يكن بإمكانها تمرير الليلة؟ ألم يكن بإمكانها احترام رغبة العروسين؟! الذي يشغلني كيف بإمكانها بعد هذا الموقف العلني أن تصلح ما أفسدته يداها؟ على رغم أني أتوقع أن يلبس العريس (السلطانية) بمعنى أن يُخطئه الجميع ويخلص الموضوع باعتذارعلني عن تعمد إهانة العائلة مع إفهامه بأنه انساق وراء رغبة حمقاء (رسمتها) العروس الذي خططت لتصغيره أمام النساء ولتثبت أنه أصبح خاتماً نحاسياً في أصبعها! على رغم أنها كانت فكرة جميلة... أرادا بها إحياء قصة سندريلا التي تزوجها الأمير، وستظل فكرة مميزة لم توضع بكل أسف في بيئه تحترم رغبات الآخرين التي لا تؤذي أحداً، ولذلك أنبتت سبع غرز والكثير من الآلام غير المنسية تحت شعار (ممنوع الفرح)! [email protected]