تَحِيّتَِي يَا أَعِزَّائيِ وإخْوانيِ أزفُّها اليوم للقاصي وللداني تحية الود والإخلاص أبعثها يا أيها الحفل من قلبي ووجداني في ليلة نورها من نور طلعتكم ونور طلعتكم بالباب وافاني أقولها صادقاً والصدق من شيمي والحب والود من طبعي ومن شاني يا إخوتي يا أَعِزَّائيِ ويا أملي من ينبع البحر حتى باب نجران نسيت أين طريق النادي الأدبي أنا وبعض رفاقي منذ أزماني وليس عندي لمبناه وموقعه علم سوى أنه من غير عنوان ما كنت سأهتدي يوماً لموقعهِ لولا معيض الذي بالأمس ناداني وكم سألت عن النادي وأين هو فقيل: بل أين أنت الآن يا شاني فقلت: ما كنت بالشاني لإخوته وكيف أنسى أحبائي وخلاني لقد علمت ولولا من يهاتفني فما الذي يا وجوه الخير أدراني بأنه في مساء الأربعاء هنا أمسيةٌ لكبير القدر والشانِ هذا الذي قوله فصل وغايته نبيلة وله في الشعر باعان هذا الأديب الذي في كفه قلمٌ وعنده الشعر موزون بميزان ما قلت عن صاحبي ليس مجاملةً بل كل ما قلت مدعوم ببرهانِ ماذا سأقول عن مجموع أنديةٍ للأدباء يلوم الواحد الثاني ونتخلى جميعاً عن مشاركةٍ فيها فهلاَّ دعانا أَيُّ إنسانِ أما الحديث عن الأشعار في بلدي فمقلقٌ وإليكم بعض أشجانيِ الغث فيها تمادى في تطاولهِ على الأصيل الذي أهوى ويهوانيِ إن الفصاحة تاهت في جزيرتنا منذ غزت لغة الأنباط أوطانيِ برمت (بالأدب الشعبي) وما أبداً تابعته في مسراتي وأحزانيِ أعوذ منه ومن قوم تفضله على الفصيح برب الإنس والجان أليست اللغة الفصحى مقدسة معنىً ولفظاً وتشريفاً بقرآنِ أليست اللغة الفصحى هويتنا أي والذي رفع العالي على الداني نعتز باللغة الفصحى ونكرمها ولن تباع ولن تشرى بأثمان من الذي يا حماة الفن والأدب جنى على اللغة الفصحى بإمعان إن الذي أهمل الفصحى عليها جنى قولوا لنا يا َعِزَّائيِ من الجاني لا للغلو لأنا أمةٌ وسطٌ من دون زودٍ على الفصحى ونقصان أقول هذا بلا زيف ولا ملقٍ وأتبناه في سري وإعلانيِ والفرق ما بين غث وسمين إذن كالفرق ما بين أخماطٍ ورمانِ والعاميات لا أحصي تكاثرها بين المذيعات في (البرنامج الثاني) وفي صحافتنا تلك التي نشرت ما لا يليق بها من دون إتقان لقد تعوذت من هذا بلا ملل بالواحد الأحد من كل شيطان رحماك باللغة الفصحى فما حظيت يا رب من أهلها إلا بنكران وكم رأينا ولا أحصي لكم عدداً ناراً تلوح لنا من غير دخان والغث يبدو لنا من كل نافذةٍ يطل منها بأشكال وألوان قولوا معي بعد ما قلت لكم سلفاً يبوء من يهجر الفصحى بخسران همست للأدب الراقي أسائله كيف تماهي مع الغث بميدانِ *** فقال: دعني فما في الجو بارقةٌ يهل منها شآبيب لبستاني غبت عن المشهد اليوم بأكمله يا صاحبي وكثير الغث أخفاني ويا (معيض) الذي عوضتني كرماً منك فناديتني بسمي وعنواني شكراً جزيلاً وأبقاك الإلهُ لنا ذخراً فأنت وربي خير إخواني أمَّا أنا فلزمت البيت معتكفاً مالي وللخوض فيما ليس من شأني عزيزُ نفسٍ وعزُّ النفس أوحدني أوَّاه يا عزَّ نفسي كم تحدَّاني هذا الضمير الذي مازال يتعبني أشقيته طول أعوامي وأشقاني لكنني جئتكم شوقاً لرؤيتكم محملاً بأهازيجي وألحاني جئت إليكم بأشعاري وقافيتي من غير نوطٍ على صدري ونيشانِ جئت إليكم بأشواق معطرةٍ ما جئتكم بمقصاتي وتيجاني جئت إليكم وأحزاني تراودني وحين قابلتكم ودعت أحزاني وأسألُ الله أن تبقى مودتنا موصولةً دون هجرانٍ ونسيانِ أما الختام فإني سأقول لكم يا أيها الحفل من شيب وشبانِ إني لأعرف فضل الحيدري سلفاً ويعرف الحيدري فضل البخيتان ** ** ** ألقيت في أمسية البخيتان الشعرية – الرياض في 2-3-1436ه 24-12-2014م بنادي الرياض الأدبي مساء الأربعاء 2-3-1436ه.