«العناوين هي النوافذ التي نطل منها على الصحف» حسب تعبير أحد خبراء الصحافة. والعنوان هو أول خط تماس، وأول اتصال بين القارئ والجريدة، أو الصحيفة الإلكترونية، وهو الذي يُعلم عن مضمون الخبر، ويشد القارئ للخبر. ومن واقع تجربتي، ودراستي الصحافية شبهت العناوين بالعيون، فهي تكشف مضامين، وتوجهات، وميول الصحيفة في الغالب تماماً كالعيون في نظراتها التي تفضح، وتكشف أصحابها وميولهم وربما أسرارهم. وكما أن للعنوان وظيفة بالإعلام عن مضمون الموضوع الصحفي، وتسهيل فهم الخبر، وتنظيم تنقل القارئ بين صفحات الجريدة، فإنه يسهم في رسم شخصية الصحيفة ويلعب دوراً فاعلاً في تشكيل هويتها. وقد يلعب دوراً في التمييز بين الصحافة الجادة والمحترمة، وضدها من الصحافة الصفراء! لا ينبغي أن يستغفل كاتب العنوان المتلقي بتمرير معلومات زائفة لا تتطابق ومضمون الخبر، ولا يفعل ذلك سوى الصحافة الصفراء. بالعودة إلى واقعنا في الإعلام الرياضي المحلي فإننا سنقرأ مع الأسف عشرات العناوين التي تختلف مع المضمون، ومثلها من العناوين التي تفضح انحياز صحفها عن خصائص الخبر، وقيمه المركزية، وبالتالي الابتعاد عن المهنية، وطغيان الهوى والميول في العمل الصحفي في ارتهان فاضح لمبدأ ازداوجية المعايير، أو الكيل بمكيالين خدمة لميول معينة، وتحقيقاً لأجندة خاصة بعيدة كل البعد عن الرسالة السامية للصحافة، ولا يقع في هذا الفعل إلا من دخل إلى الصحافة من أبوابها الخلفية، أو هبط على أرضها ب» براشوت « الصداقة، أو الواسطة. خذوا مثلاً حادثة الاعتداء اللفظي من المشجع المتعصب ضد هداف أفضل لاعب في آسيا ناصر الشمراني، وكيف لوى «سماسرة» الإعلام الرياضي عنق الحقيقة خدمة لميولهم، وللإضرار باللاعب وناديه، واربطوا ذلك بما ذكره د. خالد المرزوقي الإداري المسؤول والمحترم في حديثه الذي فضح فيه السيناريو المرتب للحادثة من المشجع وزميليه، ثم تابعوا إثارة القضية من الصحافة الصفراء، وكيف اتهموا المرزوقي بالهروب من المسؤولية، وهو الذي عاد لإلقاء النظرة الأخيرة على والده حياً قبل أن يدفنه ميتاً رحمه الله؟! وعوداً على بدء.. لنا في تناقض مواقف صحيفة معينة متخصصة يقودها ثلة من المشجعين، أو السماسرة تجاه قضية قائد الاتحاد التاريخي وأسطورته محمد نور خير شاهد في فضح نواياهم من خلال عناوينهم، ففي الأمس، ولأنهم كانوا يخططون الليل بالنهار لإسقاط إدارة جمجوم كتبوا:» نور سيكتب التاريخ أنهم تآمروا عليك»، واليوم لأن الطرف الإداري هو القريب، والحبيب كتبوا عن ذات القضية وصاحبها:» ونهايتها يا نور؟» .. هكذا يتراقصون على الحبال، ويلتفون على الحقيقة والمتلقي متناسين لضعف إمكاناتهم أن القارئ تجاوز تناقضاتهم المضحكة، وأساليبهم الملتوية بفطنته، وتعليمه. في حادثتين، وموقفين فقط تجدد فضح أساليب، ونوايا، وعقليات الصحافة الصفراء ورموزها من المشجعين والسماسرة الدخلاء الذين ابتلي الإعلام الرياضي فيهم، ويبقى حديث الدكتور المرزوقي بمثابة الفضيحة لمخططات تحاك في الخفاء يجب تعقب أصحابها ورؤوسها لاجتثاثهم من وسطنا الرياضي لنعود إلى صفحة التنافس الرياضي النزيه، وسجل الإنجازات. فواصل - اختيار الحكم الدولي السعودي فهد المرداسي ضمن طاقم حكام نهائي كأس آسيا كحكم رابع يؤكد تميزه، ومسيرته الناجحة في البطولة، وتميز حضوره في هذا الموسم الذي افتتحه بنجاح متفق عليه في نهائي السوبر السعودي. كل الأماني بأن يستمر هذا التميز والنجاح حتى الوصول إلى المونديال. - ما موقف إدارة الهلال، واتحاد القدم، والرئاسة العامة لرعاية الشباب من الحقائق التي كشفها حوار د. خالد المرزوقي بخصوص ترتيب المشجعين الثلاثة للإساءة المخطط لها للاعبي الهلال وتحديداً ناصر الشمراني؟! - على الرغم من اختلافنا أحياناً في وجهات النظر مع الزملاء الإعلاميين عثمان أبو بكر مالي، وجمال عارف، وعاصم عصام الدين إلا أننا نحفظ لهم كل التقدير والاحترام لاستقلاليتهم في الرأي، وحرصهم على مصلحة ناديهم وعشقهم «الاتحاد» وعدم السعي لتقزيمه بسبب تصفية حسابات تخدم ميول شرفية معينة، بحثاً منافع خاصة. - كان جار الكبير يتعاقد مع أجانبه على طريقة «شختك بختك»، ودارت الأيام، فأصبح الكبير يفرّط في أجانبه بذات الطريقة.. سبحان مغيّر الأحوال..! أخيراًً،،، يقول الخبر الذي بثته وكالة أنباء البحرين «بنا» أمس: «أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بوزارة الداخلية البحرينية عن إلقاء القبض على تسعة أشخاص إثر «قيامهم بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي». وتعليقي اكتب فيه: متى نقرأ، أو نسمع عن تحرك، أو إجراء مماثل لدينا خاصة ضد أولئك الذين امتهنوا ممارسة الكذب والتضليل والتزوير ضد الوطن ومواطنيه الأبرياء؟!