ما يميز الوسط الرياضي وتحديدا الإعلام انه يكشف عن الوجوه المغطاة بأقنعة الجهل والنفاق ويقدمها أمام المتلقي بصورتها الحقيقية التي لا تقبل التزييف ومحاولة الاختفاء أمام الصور الأخرى، وفي الوقت الذي قدمت لنا المنافسات المحلية نجوم في الفضاء عبر التحليل والنقاش وإثارة القضايا المهمة وشرح الاسباب وايجاد الحلول، وتقدم أفكار يستفيد منها المسؤول والإداري واللاعب والمشجع، فهي أيضا تكشف بوضوح كم هي درجات الجهل لدى البعض الذين با تليت بهم البرنامج الرياضية، صراخ يتبعه اتهامات، وعويل يلحقه بكاء، ومراوغة ممزوجة بالغطرسة، وخوف يكتنفه التملق، وشجاعة غير مكتملة ورفع صوت يتلوه اعتذار، لذلك أصبحنا نرى اللاعبين المعتزلين والمعزولين عبر الفضاء بثلاث وجوه الكل منها يختلف عن الآخر، الاول يتميز بالوعي والخبرة والرزانة واحترام المتلقي من خلال طرح الآراء المحترمة التي تساعد على تنوير من يجلس خلف الشاشة أو يقرأ الصحيفة، وهولاء كسبتهم الفضائيات التي تعاقدت معهم لأنهم يدركون ماهو المطلوب منهم، وماذا يريد المتلقي؟.. بعيدا عن التملق والانحياز للطرف الآخر وضد من يخالفهم الرأي والميول بكل فوقية وجلافة. وتبقى الفئة الثانية تحضر دون تضع لها بصمة كفيلة باثارة ردود الفعل الايجابية حولها، لأنها تتحاشى ان تقول رأي ربما يغضب طرف ويؤلبه ضدها، ومثل هذه النماذج ترفع شعار "الباب الذي يأتي منه ريح أغلقه وأستريح"، وعلى هذا الأساس فهي عندما تخرج عبر الفضاء أو تكتب وتصرح عبر الإعلام تحاول الخروج بأقل الأضرار الأمر الذي يجعل ليس لأرائها أي قيمة أو تأثير لدى المتلقي باستثناء التواجد في الوسط الرياضي والبقاء في الصورة. وأخير نأتي للفئة الثالثة وهي الفئة التي ليس لديها فكر أو قبول من المتلقي لذلك تحاول فرض حضورها ولفت الأنظار لها بالصراخ والاتهامات والهجوم على طرف معين والاعتماد على رفع الصوت والمقاطعة والاصرار على ان تتحدث طوال وقت البرنامج دون أي اعتبار أو احترام لمن يجلس في الأستوديو وخلف الشاشة حتى يتخيل المتابع وكأنها جاءت الى الاستوديو وهنا من لقنها بعض العبارات، وهذه النماذج قبل ان تحرج نفسها وتفضح توجهاتها فهي تؤذي المتلقي بنرجسيتها وفوضويتها وغياب الأدب لديها، وربما يتسبب حضورها لو لفترة بسيطة بصرف الأنظار عن البرامج التي تطل من خلالها لعلم المتلقي المسبق ماذا ستقول وماهي الأندية واللاعبين والصحفيين الذين يتحدثون عنهم؟، وهذا بكل تأكيد مصدر ملل للمشاهد الذي اصبح لديه العديد من الخيارات والبرامج حتى يخرج بالمفيد وليس بحوار فوضوي ونقاش سلبي واسماء لاتفرق بين احترام الضيف وعدم احترام نفسها، كما ان ضررها لايقتصر على الحاق الضرر بالمتلقي، انما تنفير الضيوف الآخرين وابتعادهم بكرامتهم عن البرامج على الرغم من اهمية تواجدهم!