يومٌ واحد للغة العربية لا يكفي.. إلا بقدر أن يكون حافزاً، ومذكراً.. بقيمتها.. فهذه اللغة لغة هوية، وعنوان انتماء، تتوَّجَتْ بالقداسة، حين أصبحت لغة القرآن والسنَّة، وتربَّعتْ على عرش الجمال في مفرداتها وتراكيبها، حين أصبحت معجزة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. من هنا كان للعاملين في (تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها) أهميَّة، وكان لهم رسالة متينة، انبثاقاً من شرف الغاية. إننا نشهد في معهد (تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها) في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن إقبالاً متزايداً، وتدفُّقاً عظيماً، على تعلم هذه اللغة، من كل شعوب الأرض. ما يملؤنا فخراً، ويرسمنا شموخاً، بهذه اللغة التي تعمَّقتنا، وتجذَّرت في أرواحنا. ويملؤنا في الوقت نفسه، بمسؤولية عظمى، حول واجبنا في تعليمها وتدريسها، بكل ما أوتينا من قوة، ومهارة، لكل ذلك.. كانت هذه الندوة التي نظمها المعهد (تحديات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: قضايا وحلول)، جزءاً من هذا الهم وهذه الرسالة. حيث يتطارح فيها المختصون هموم هذا العلم، ويقترحون الحلول. أشكر للمعهد هذا التوجُّه، وهذا الاهتمام، عميدة، وأعضاء هيئة التدريس وكل من أسهم في هذه الندوة. كما أقدم شكري لمركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية، لرعايته الكريمة لهذه الندوة. والشكر كل الشكر لجامعتي الحبيبة، التي ما فتئت تدعم معهدنا دوماً، بمشاريعه، صغيرها وكبيرها. والحمد لله أولاً وآخر.