وضع الأهلي قدما في نهائي كأس خادم الحرمين للابطال بعد أن نجح في تجاوز الهلال بهدف نجمه العماني العائد عماد حوسني (60) في المباراة التي جمعت الفريقين البارحة في استاد الملك فهد الدولي بالرياض في ذهاب نصف النهائي .. وباتت مهمته أسهل بكثير في مواجهة الإياب الجمعة المقبلة التي ستقام في معقله في جدة . استحق الأهلي الفوز بجدارة بعد أن لعب مدربه بطريقة ضمنت له الفوز, وفي المقابل، استحق الهلال الخسارة بعد أن عاد لتقديم مستوياته الهزيلة وخذل جماهيره التي كانت تأمل في أن يقدم ذات المستوى الذي هزم به بيروزي أو قريبا منه على اقل تقدير. الشوط الأول بدأ التشيكي ايفان هاسيك مدرب الهلال المباراة بذات التشكيل الذي لعب به أمام بيروزي الإيراني باستثناء دخول الشاب محمد القرني بديلا للمصاب عبد اللطيف الغنام, واعتمد هاسيك على طريقة لعبه المعتادة 4-4-1-1 مكتفيا بالعربي وحيدا في المقدمة وخلفه الفريدي أو سالم الدوسري بالتناوب. فيما بدأ مواطنه كارل جاروليم مدرب الأهلي بتشكيله المثالي المعتاد ولم يفتقد سوى متوسط الدفاع جفين البيشي غير الجاهز وعوضه بالمحترف الكولمبي بالومينو, وركز كثيرا على تأمين الدفاعات أولا وتفعيل الهجمات المرتدة معتمدا على طريقة 5-4-1 بوجود فيكتور سيموس مهاجما ثابتا مع دعمه بالانطلاقات الجانبيه من جيزاوي. انطلقت المباراة بقوة واندفاع هلالي قابله انكماش اهلاوي, وكاد العربي يفتتح التسجيل للهلال حينما تلقى كرة على جانب منطقة الجزاء تقدم بها قليلا وسدد يسارية ارتطمت في القائم (3), رد عليه كماتشو بتسديدة اقوى اعترض القائم الهلالي طريقها (6) وكانت بداية الهجمة انطلاقة جانبية من الجيزاوي الذي كان هو العلامة الفارقة في الفرقة الأهلاوية. وكان لاعب الوسط الأهلاوي معنز موسى قد تلقى بطاقة صفراء مستحقة لضربة عادل هرماش بكوعه (3). هدأ اللعب بعد مضي ربع ساعة وانحصر التنافس في وسط الملعب.. تمريرات طولية من الدفاع مباشرة.. محاولات غير خطرة. غير أن الأهلي ظهر بوجه مختلف في النصف الثاني من الحصة الأولى, فزاد نشاطه وفرض سيطرته, وهدد الدفاعات الهلالية بالهجمات المرتدة التي كان بطلها جيزاوي والذي شكل بمفرده جبهة هجومية أقلقت الدفاعات الزرقاء. وكاد الأهلي يهز الشباك الهلالية عن طريق الجاسم الذي تلقى كرة مثالية داخل المنطقة وسدد بعنف لكن العتيبي ابطل مفعولها (28). وتوقف اللعب بضع دقائق لعلاج عبد الرحيم جيزاوي الذي تعرض للاصابة إثر كرة مشتركة مع هوساوي ,وبعد استئنافه اجرى جاروليم تبديلا اضطراريا بإخراج سيموس المصاب وإشراك الحوسني. الشوط الثاني مع بدايته أجرى هاسيك مدرب الهلال تبديلا بإدخال يو بيونغ بديلا لسالم الدوسري, وكان من الأجدى أن يخرج الشلهوب الذي كان اقل لاعبي الهلال عطاءا بل لم يكن له وجود يذكر على غير عادته. وجاء هذا الشوط امتداد لسابقه من حيث الأفضلية الأهلاوية المصحوبة بالنشاط والرغبة في الكسب مع الحرص على تأمين الدفاعات والاعتماد على المرتدات.. وتحصل الأهلي على خطأ في مكان قريب نفذه المتخصص كماتشو شكل شيئا من الخطورة (47) . ونتيجة لخطورة المرتدات الخضراء وضعف الجهة الدفاعيه الهلالية اليمنى التي ظُلم فيها عبد الله الدوسري في ظل جاهزية البيشي .. نتيجة لهذه الخطورة فقد كان من الطبيعي أن يسجل الأهلي , حيث انطلق الخطر جدا جيزاوي خلف الدفاعات الزرقاء بعد أن كسر مصيدة التسلل ومرر كرة ولا اروع للحوسني الذي لم يجد ادنى صعوبة في هز الشباك لعدم وجود مضايقة له من دفاع الهلال (60) . هذا الهدف لم يحرك ساكنا لدى الهلاليين .. برود غريب .. فردية طاغية .. كرات مقطوعة .. وفي المقابل زاد الحماس الأهلاوي والرغبة في التعزيز مع التركيز على مواصلة تأمين الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة . واجرى مدرب الأهلي تبديلا ذكيا بإدخال ياسر فهمي بديلا للجيزاوي لمواصلة ارهاق دفاع الهلال وهو ماحصل فعلا , أعقبه هاسيك بإدخال ويلهامسون بديلا للفريدي ,, وحاول ويلي كثيرا لكن محاولاته كانت سلبية لم يستفد منها هو أو أيا من زملائه. وأضاع الكوري هدفا هلاليا محققا حينما لم يحسن التعامل مع كرة ويلي فلعبها والمرمى خلف ظهره اعتلت العارضة (78) . واشرك هاسيك الحارثي بديلا للعربي قبل النهاية ب 5 دقائق لكن الوقت لم يسعفه ,, وكاد الخطر كماتشو يعزز انتصار فريقه حين سدد خطأ قريبا من المنطقة بطريقته المميزة لم يعترض طريقها سوى القائم الهلالي لتنتهي المباراة بفوز أهلاوي مستحق قربه من النهائي.