لابد من إعلاء شأن الإدارة وجعلها علوا لا يناله إلا القادرون (أوليست هي مكمن النجاح والفشل) وهل ثمة ما هو الأوجب بالعناية والرعاية والاهتمام من الإدارة. أوليست من أهم أسباب التقدم والرقي لتلك الدول التي نالت من التقدم ما جعلها في مقدمة دول العالم. إنها الإدارة وبما تعنيه من مكونات وخصائص قد ينالها بعضهم ويفتقر إليها بعض الآخر من الناس، ولأن الإدارة علم وفن فهي بالإضافة إلى ذلك ملكات وقدرات ذاتية وخبرات مكتسبة متى توفرت للقائد الإداري فلا بد أن يحقق النجاح المطلوب لذلك القطاع الذي قد صار له التمكين من علو الشأن فيه، وصار على عاتقه كافة مهامه ومسؤولياته. وليصير القدوة والمثل لمن هم دونه من عناصر الفعل فيه. ذلك كله وبرغم أهميته لا يتحقق ما لم يكن مدعوماً بحسن الاختيار لمن يعول عليه في تحقيق النجاح المنتظر والوصول بالقطاع والمنظومة الإدارية إلى تحقيق الأهداف والغايات التي أنشئت من أجل القيام بها في سبيل المصلحة العامة. إن العناية بالإدارة وتطوير أساليبها لا يحقق النجاح بالضرورة ما لم يصحبه قدر آخر من العناية باختيار الإداري القادر على تحقيق النجاح بنفسه وبمن حوله. إن ذلك من الضرورة بمكان ونحن في بلد يخوض غمار البناء والتطوير بلا هوادة وبكم وكيف يتطلبان أقصى الدرجات من القدرة والكفاءة في الشأن الإداري في عمومه، ولعل من بين ما هو الأحق بالعناية متابعة الأداء لكبار المسئولين وتقويمهم مثلما تمكينهم من الاطلاع على مستجدات العمل القيادي من خلال ندوات ودورات تدريبية رفيعة المستوى داخل الوطن وخارجه، وألا يكون ذلك وقفا على من هم دونهم لأن في ذلك مما يساعد على الارتقاء بالإفهام وتعزيز قدراتها على اكتشاف المستجدات العصرية المفيدة , هذا ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.