النفط يسجل زيادة بأكثر من 3 بالمئة    الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض    مجلس الأعمال السعودي الأمريكي يحتفي بمرور 30 عامًا على تأسيسه    قتيلان في إطلاق نار في جامعة في فلوريدا    تشيلسي الإنجليزي يتأهل للمربع الذهبي بدوري المؤتمر الأوروبي    ممتاز الطائرة : الأهلي يواجه الاتحاد .. والابتسام يستضيف الهلال    «سلمان للإغاثة» ينفّذ البرنامج التطوعي الثلاثين في مخيم الزعتري اللاجئين السوريين بالأردن    ميلوني: نريد التعاون مع أميركا في مجال الطاقة النووية    الغزواني يقود منتخب جازان للفوز بالمركز الأول في ماراثون كأس المدير العام للمناطق    نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية    في توثيقٍ بصري لفن النورة الجازانية: المهند النعمان يستعيد ذاكرة البيوت القديمة    «تنمية رأس المال البشري».. تمكين المواطن وتعزيز مهاراته    تقاطعات السرديات المحلية والتأثيرات العالمية    هل أنا إعلامي؟!    فرح أنطون والقراءة العلمانية للدين    الاستمرار في السكوت    في إشكالية الظالم والمظلوم    انطلاق مهرجان أفلام السعودية في نسخته ال11 بمركز إثراء    حتى لا تودي بك تربية الأطفال إلى التهلكة    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على الخليج    بعد 40 يوما.. ميتروفيتش يهز الشباك    ضبط إثيوبيين في عسير لتهريبهما (44,800) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    وزير الدفاع يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني    القبض على إندونيسي ارتكب عمليات نصب واحتيال بنشره إعلانات حملات حج وهمية ومضللة    وزير الدفاع يلتقي رئيس إيران في طهران    غدًا.. انطلاق التجارب الحرة لجائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لموسم 2025    أمير القصيم يستقبل مدير فرع الشؤون الإسلامية    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    نائب أمير جازان يرأس الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية للأمن السيبراني    عبدالعزيز المغترف رئيساً للجنة الوطنية لمصانع الابواب والألمنيوم في اتحاد الغرف السعودية    نائب أمير منطقة جازان يطّلع على تقرير "الميز التنافسية" للمنطقة لعام 2024    أمير القصيم يستقبل منسوبي تجمع القصيم الصحي ويطّلع على التقرير السنوي    معرض اليوم الخليجي للمدن الصحية بالشماسية يشهد حضورا كبيراً    24 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح خلال الربع الأول من 2025    تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة الغسيل الكلوي المستمر (CRRT)    تخريج الدفعة ال22 من طلاب "كاساو" برعاية نائب وزير الحرس الوطني    إلزام كافة شركات نقل الطرود بعدم استلام أي شحنة بريدية لا تتضمن العنوان الوطني اعتبارًا من يناير 2026    جامعة الإمام عبدالرحمن وتحفيظ الشرقية يوقعان مذكرة تفاهم    مشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية والأوروبية    قطاع ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "التوعية بشلل الرعاش"    وفاة محمد الفايز.. أول وزير للخدمة المدنية    سهرة فنية في «أوتار الطرب»    مجلس «شموخ وطن» يحتفي بسلامة الغبيشي    زخة شهب القيثارات تضيء سماء أبريل    يوم الأسير الفلسطيني.. قهرٌ خلف القضبان وتعذيب بلا سقف.. 16400 اعتقال و63 شهيدا بسجون الاحتلال منذ بدء العدوان    معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة    5 جهات حكومية تناقش تعزيز الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن    الاتحاد الأوروبي يشدد قيود التأشيرات على نهج ترامب    الأمير سعود بن جلوي يرأس اجتماع المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة    القيادة تعزي ملك ماليزيا في وفاة رئيس الوزراء الأسبق    أنور يعقد قرانه    "التعليم" تستعرض 48 تجربة مميزة في مدارس الأحساء    قيود أمريكية تفرض 5.5 مليارات دولار على NVIDIA    حرب الرسوم الجمركية تهدد بتباطؤ الاقتصاد العالمي    مؤسسة تطوير دارين وتاروت تعقد اجتماعها الثاني    قوات الدعم السريع تعلن حكومة موازية وسط مخاوف دولية من التقسيم    رُهاب الكُتب    سمو أمير منطقة الباحة يتسلّم تقرير أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«القيادة السعودية» ودورها في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي
نشر في الجزيرة يوم 08 - 12 - 2014

أولت قيادة المملكة العربية السعودية جُلّ اهتمامها بالشأن الخليجي وعملت بكل صدق ومحبة وإخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. فمنذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1401 ه الموافق الخامس والعشرين من شهر مايو 1981م برزت مواقف القيادة السعودية بالفعل قبل القول في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي. وتجلى اهتمام القيادة السعودية بمجلس التعاون الخليجي منذ تلك القمة حيث عبر جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عما يحمله من رؤية ثاقبة تجاه إنشاء هذا الكيان بقوله -رحمه الله- في تصريح أدلى به لوكالة أنباء الإمارات عقب وصوله إلى أبوظبي: إننا نتطلع أن يكون لهذا التجمع الخير للأمة الإسلامية».
وأكد جلالته أن هذا التجمع يعمل لخير المنطقة ولا يهدف من قريب أو بعيد بطريق مباشر أو غير مباشر للإضرار بأحد فهو ليس تكتلاً عسكرياً ضد أي فريق وليس محوراً سياسياً ضد أي قوى. وأضاف أنه التقاء دوري بين أخوة أشقاء يسعون للعمل على رفاهية ورخاء واستقرار شعوبهم المتجاورة. وفي حديث لصحيفة السياسة الكويتية نشرته يوم 22 / 7 / 1401ه الموافق 26 / 5 / 1981م أكد جلالة الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- أن مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى تقنين التفاهم الودي وجعله عملاً منظماً تسير عليه معاملات المنطقة بيسر ومحبة لترجمة رغبة شعوبها وأهلها التي عاشت على الأخوة والوئام. ووصف جلالته قمة مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي بأنها حدث تاريخي طالما انتظرته طويلاً أجيال منطقة الخليج وشبه الجزيرة. وجدد رحمه الله التأكيد على أن لقاء أبوظبي ليس موجهاً ضد أحد وهو لتنظيم حال أسرة واحدة يكون تحركها تحركاً موحداً. وقال: إن هدفنا خير أمتنا وخدمة عقيدتنا الإسلامية وهي عقيدة بها كل الخير للبشرية وبها العدل وأي تفسير خارج هذا الإطار هو تفسير خاطئ الغاية منه التشويش وهو موضوع لم يعد يؤثر فينا. وأضاف جلالته: قررنا بمشيئة الله مع إخواننا في الخليج أن نترجم الرغبات إلى نظم نسير عليها لصالح منطقتنا وحماية خيراتها ولتوحيد كلمتنا.
واطلع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بدور مهم في هذا المجال لما قدمه من عطاء ورعاية للمجلس منذ نشأته ثم انطلاقته إذ وقف في الدورتين الأولى والثانية يشد من عضد أخيه جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ثم حمل المسؤولية انطلاقاً من الدورة الثالثة التي عقدت في المنامة في شهر محرم من عام 1403ه الموافق لشهر نوفمبر من عام 1982. ومنذ ذلك التاريخ تمكن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بحكمته الثاقبة وبعد نظره من دعم السير بالمجلس نحو القمة متجاوزاً كل الصعوبات التي تقف في طريقه ساعياً مع إخوانه قادة دول المجلس إلى بلوغ الهدف المنشود. ومن بين أبرز الأدلة التي تبرهن على حرص المملكة العربية السعودية على وحدة هذا الكيان وصموده والعبور به إلى بر الأمان بالرغم من التحديات التي واجهته الموقف الرائد والمشرف الذي وقفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- تجاه غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت الشقيقة العضو في مجلس التعاون ذلك الموقف الذي ستظل الأجيال المتعاقبة ترويه دون كلل أو ملل, موقف يدل على شجاعته وحنكته ويترجم حكمته وبعد نظره. فمنذ اليوم الأول للغزو قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات الواسعة مع مختلف الأطراف العربية والإسلامية أملاً في إيجاد حل عربي إسلامي للقضية يجنبها أي تدخل أجنبي ويتيح المجال للتوصل إلى حل ينهي المشكلة والآثار المترتبة عليها ولكن نظام الحكم في العراق رفض الاستجابة لنداء العقل. وهنا نهض خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بمسؤولياته الثقيلة بكل قوة واقتدار واتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب فقد كان يوم الثامن عشر من محرم لعام 1411ه الموافق التاسع من شهر أغسطس 1990م نقطة تحول جذرية في الموقف برمته إذ أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في كلمة استعرض خلالها الأحداث المؤسفة قراره التاريخي الحازم والحاسم بالاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات المسلحة السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين ضد أي اعتداء.
ومن المواقف الخالدة أيضاً للمملكة استقبال قيادة وحكومة وشعب الكويت أثناء الأزمة في صورة تعكس عمق العلاقات والأواصر التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين. وفي الدورة الحادية والعشرين التي عقدت في مملكة البحرين في 4 شوال 1421ه الموافق 30 ديسمبر 2000م ركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -ولي العهد آنذاك- في الكلمة التي وجهها إلى الدورة على ضرورة تطوير التعاون العسكري بين الدول الأعضاء وتنمية القدرة الدفاعية الذاتية الفاعلة لدول المجلس. وفي هذا السياق قال حفظه الله: إذا كان التعاون الاقتصادي يمثل القاعدة والمنطلق لتوفير الرخاء والازدهار لمواطني مجلس التعاون عبر إيجاد شبكة من المصالح المشتركة والمتبادلة فإن تنمية قدرة دفاعية ذاتية وفاعلة لردع أي اعتداء محتمل على دولنا يشكل ضرورة قصوى لا يجوز التقليل من أهميتها أو الاستهانة بها وهذا الأمر كما هو معروف يتطلب منا جميعاً التحرك بكفاءة وحزم في اتجاه النهوض بقدرات المجلس الدفاعية ليتسنى لنا مواجهة التحديات الراهنة والمحتملة. وأضاف -حفظه الله- قائلاً: إن ما تم إنجازه في هذا المجال يظل محل تقديرنا إلا أنه ما زال أمامنا الكثير مما يتعين علينا بذله وتسخيره لبناء القوة الذاتية المطلوبة في إطار إستراتيجية دفاعية واحدة تضع في خدمة الأمن الخليجي.
ودعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تسريع الخطى واستجلاء مواطن الضعف والخلل في مسيرة المجلس مؤكداً أن مجلس التعاون مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لإثبات وجوده وإشعار مواطنيه بالمكاسب والفوائد التي تعود عليهم من مثل هذا التجمع في مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وفي الدورة الثانية والعشرين التي عقدت في العاصمة العمانية مسقط في الخامس عشر من شهر شوال 1422ه الموافق 30 ديسمبر 2001م واصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «ولي العهد آنذاك» الاهتمام بقضايا الأمة الخليجية وحمل همومها إلى تلك القمة حيث شخص حفظه الله في كلمته أمام القمة الداء واقتراح الدواء وقال أيده الله: إن الداء الذي لا أظننا نختلف على طبيعته هو الفرقة القاتلة التي أبعدت الجار عن جاره ونفرت الشقيق عن شقيقه.
ورأى حفظه الله أن الدواء يكمن في الوحدة التي تعيد الجار إلى جاره والشقيق إلى حضن شقيقه. ويقول الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا السياق: «إن الوحدة الحقيقية لا تنصب على الشكليات ولكنها تقوم على مشاريع اقتصادية مشتركة تنظم من أقصاها إلى أقصاها وعلى مناهج دراسية واحدة تنتج جيلاً شاباً مؤهلاً للتعامل مع المتغيرات وعلى قنوات عربية وإسلامية تستطيع معالجة مشاكلنا. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحاً وصريحًا وهو يطرح القضايا الملحة أمام إخوانه قادة دول المجلس لمعالجتها وتسريع خطوات المجلس في تحقيق الوحدة والتعامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات وصراحته تلك تنبع من حرصه أيده الله على تحقيق الأهداف التي أنشئ لأجلها المجلس. وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وثيقة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس خلال اللقاء التشاوري الرابع للقادة الذي عقد خلال شهر مايو عام 2002م بمدينة الرياض تضمنت آراءه حفظه الله في تطوير وتفعيل مجلس التعاون. وتبنت الدورة الرابعة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي عقدت في دولة الكويت في ديسمبر عام 2003م أهمية اتخاذ القرارات اللازمة والخطوات العملية للبدء في تنفيذ أهداف استراتيجية التنمية الشاملة التي سبق إقرارها في الدورة التاسعة عشرة للمجلس الأعلى في أبوظبي. وطالبت قمة الكويت بالبدء في عملية إصلاح النظم التعليمية وتوحيدها في الدول الأعضاء حسب ما جاء في الوثيقة المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -ولي العهد أنذاك-. وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جهوده لتطوير التعاون العسكري الخليجي الذي طالب -حفظه الله- في القمة التاسعة عشرة في أبوظبي بتحويله من قوة رمزية إلى قوة فاعلة.
وقد بارك المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الخامسة والعشرين مقترحات خادم الحرمين الشريفين بشأن تطوير قوات درع الجزيرة وأحالها إلى مجلس الدفاع المشترك لدراستها ورفع التوصيات بشأنها وفي الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في مدينة الرياض نهاية العام 2006م اطلع المجلس على نتائج الاجتماع الدوري الخامس لمجلس الدفاع المشترك حيث صادق على الدراسة التي رفعها مجلس الدفاع المشترك الخاصة بمقترح خادم الحرمين الشريفين لتطوير قوة درع الجزيرة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير القوة وزيادة فعاليات القتالية وكلف الأمانة العامة بمتابعة استكمال الدراسات والتنظيمات المتعلقة بذلك. ولم تغب القضايا العربية والإسلامية عن ذهن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يخاطب قادة دول مجلس التعاون في أي قمة من القمم الخليجية فهي كانت حاضرة دائمة في خطابه ولها نفس الاهتمام منه -حفظه الله- شأنها شأن القضايا الخليجية.
وفي الدورة الحادية والعشرين التي عقدت في المنامة في 4 شوال 1421ه الموافق 30 / 12 / 2000م عاد خادم الحرمين الشريفين ليؤكد اهتمامه بهذه القضية من جديد حيث قال: ما زلنا نواجه على الساحة السياسية نفس القضايا التي شغلت حيزاً كبيراً من اهتمامنا وشكلت مصدراً مستمراً للتوتر وعدم الاستقرار في منطقتنا ويأتي في مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية والوضع المتفاقم في الأراضي المحتلة والناجم عن العدوان الوحشي المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الباسل. وأكد حفظه الله أن عملية السلام لا يمكن أن تقوم لها قائمة ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد للتجاوزات الإسرائيلية الخطيرة. وفي القمة الثانية والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في مسقط في 15 شوال 1422ه الموافق 30 ديسمبر 2001م قال حفظه الله: إذا ما حولنا نظرنا صوب أمتنا العربية والإسلامية راعنا ما يحدث لأشقائنا في فلسطين الشقيقة من تدمير ومذابح دامية تتم تحت سمع العالم وبصره.
وتأكيداً على الترابط الذي يجمع دول مجلس التعاون على مستوى القيادات كما على مستوى الشعوب وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- بإطلاق تسمية الشيخ جابر على القمة الخليجية السابعة والعشرين التي عقدت في الرياض عام 2006م. وخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة الخليجية في الرياض المواطن الخليجي والعربي والعالم بأسره, خاطبه بكلمات معبرة وقف بها على حجم وأبعاد المخاطر والتحديات الحقيقية التي تواجهها الأمة من خلال النظرة الثاقبة التي اتسمت بها كلمته -حفظه الله- ودعوته دول الخليج العربية الوقوف صفًا واحدًا ليكونوا عوناً لأشقائهم في الوطن العربي. وفي ذلك يقول حفظه الله: إن منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر إن قضيتنا الأساسية قضية فلسطين الغالية ما زالت بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيباً أو حسيباً وبين مجتمع دولي ينظر إلى المأساة الدامية نظرة المتفرج وخلاف بين الأشقاء هو الأخطر على القضية.. وفي العراق الشقيق ما زال الأخ يقتل أخاه ويوشك هذا الوطن العزيز أن ينحدر في ظلام من الفرقة والصراع المجنون.. وفي لبنان الحبيب نرى سحباً داكنة تهدد وحدة الوطن وتنذر بانزلاقه من جديد إلى كابوس النزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة. وفي خليجنا هذا لا يزال عدد من القضايا معلقاً ولا يزال الغموض يلف بعض السياسات والتوجهات.
وفي الدورة الحادية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها أبو ظبي في ديسمبر 2010م وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود برقية إلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي أكد فيها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أنه رغم غيابه بسبب العارض الصحي الذي ألم به إلا أنه -أيده الله- حاضر معهم روحاً ومشاركاً معهم آمال وأهداف المسؤوليات التاريخية وراجيا من الله العلي القدير أن يوفق قادة دول مجلس التعاون الخليجي في مسعاهم وهو ما يؤكد حب المليك المفدى وشوقه لإخوانه الذين تغيب عنهم بسبب العارض الصحي الذي ألزمه مواصلة العلاج بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن قبل قد بادل القادة خادم الحرمين نفس المشاعر بالابتهاج للأخبار الطيبة بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له في الظهر.
ويقول خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في برقيته: ((إخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي يحفظهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنكم وأنتم تجتمعون اليوم لما فيه الخير -إن شاء الله- لدول وشعوب منطقة الخليج، وقد غاب عن أخيكم أكرم لقاء، وأجلّ أمانة، تجاه شعوبنا إلا أنها في نفسي ماثلة تستمدُ مسؤوليتها من ديننا، وعروبتنا، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية. أيها الإخوة: وإننا وإن كنا نتطلع جميعاً لتحقيق أهداف، وغايات شعوبنا، فإني وإن غيبّ وجودي بينكم عارض صحي، إلا أني حاضر معكم روحاً مشاركاً معكم آمال وأهداف مسؤولياتنا التاريخية، راجياً من الله العلي القدير أن يوفقكم في مسعاكم، وأن يعينكم -جل جلاله- بعون من عنده، هذا ولكم مني خالص التقدير، شاكراً لكم جميعاً ما أبديتموه من مشاعر طيبة شاركتني وخففت عني الكثير من العارض الصحي. هذا والله يحفظكم ويرعاكم أخوكم عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس وفد المملكة المشارك في أعمال الدورة الحادية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية - رحمه الله- كلمة شكر فيها المسؤولين في دولة الإمارات العربية ما لقاه سموه والوفد المشارك من حسن استقبال وكرم الضيافة.
وفي اجتماعات الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت يوم 19 ديسمبر 2011 في الرياض ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كلمة قال فيها: أحييكم في وطنكم المملكة العربية السعودية, سائلاً المولى عز وجل أن يجعل من اجتماعنا هذا مدخلاً لتحقيق ما نصبوا إليه تجاه أوطاننا وأهلنا في منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية. أيها الإخوة الكرام: نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة, وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة. ولا شك بأنكم جميعاً تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا, لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا.
وفي اجتماعات القمة الثالثة والثلاثين التي انعقدت بمملكة البحرين يوم 24 ديسمبر 2012م «أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بهذه المناسبة حرصه، حفظه الله، على المسيرة الخيرة للدول الأعضاء والانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان قوي متماسك يلبي تطلعات مواطني دول المجلس. وفي اجتماعات القمة الرابعة والثلاثين التي عقدت في الكويت في 10 ديسمبر 2013 نقل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- إلى أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وتمنياته لإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوفيق في اجتماع الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون. وقال تصريح أدلى به سموه لدى وصوله مطار الكويت الدولي قال فيه إذ شرفني سيدي -حفظه الله- أن أشارك نيابة عن مقامه الكريم في اجتماع الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.