أولت قيادة المملكة العربية السعودية جل اهتمامها بالشأن الخليجي منذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبو ظبي في 25 مايو 1981. وتجلى اهتمام القيادة السعودية بالتعاون بقول الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عقب وصوله إلى أبوظبي "أننا نتطلع أن يكون لهذا التجمع الخير للأمة الإسلامية". كما اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بدور مهم في هذا المجال، حيث شد من عضد أخيه الملك خالد في الدورتين الأولى والثانية، ثم حمل المسؤولية من الدورة الثالثة في نوفمبر 1982 بالمنامة. ومن أبرز الأدلة التي تبرهن على حرص المملكة على وحدة المجلس، موقف الملك فهد تجاه غزو العراق للكويت، حيث اتخذ في 9 أغسطس 1990، بعد رفض نظام الحكم في العراق الاستجابة لنداء العقل، القرار المناسب بالاستعانة بقوات شقيقة وصديقة لمساندة القوات السعودية في أداء واجبها الدفاعي عن الوطن ضد أي اعتداء. كما أمر باستقبال قيادة وحكومة وشعب الكويت أثناء الأزمة. وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز المسيرة في دعم مجلس التعاون، ووضح ذلك في الكلمات التي ألقاها في دورات المجلس التي رأس فيها وفد المملكة نيابة عن الملك فهد بن عبدالعزيز، منذ الدورة التاسعة عشرة التي عقدت في أبو ظبي في 7 ديسمبر 1998. وواصل الملك عبدالله جهوده لتطوير التعاون العسكري الخليجي، حيث طالب في القمة 26 في ديسمبر 2005 بأبوظبي بتحويله من قوة رمزية إلى قوة فاعلة واقترح آليات لتطويره عبر رسائل بعثها إلى قادة دول المجلس قبل انعقاد الدورة. ولم تغب القضايا العربية والإسلامية عن ذهن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن أهمها القضية الفلسطينية وقضية القدس. ففي الدورة ال19 التي عقدت في أبو ظبي في 7 ديسمبر 1998 أكد أن قضية القدس هي قضية كل عربي مسلم في كافة أنحاء المعمورة. كما أكد في الدورات التالية أن عملية السلام لا يمكن أن تقوم لها قائمة ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد للتجاوزات الإسرائيلية الخطيرة. وحول التطلعات الخليجية رأى خادم الحرمين في قمة الكويت 2009 محطة مهمة في محطات العمل الخليجي من أجل المزيد من الإنجازات التي ترضي طموح أبناء الخليج.