عبد الله بن غازي سحاقي الطالب في الثانوية الثانية بمحافظة (أبو عريش)، كان مثالاً للطالب المسلم الحق، فقد تمثلت فيه الأمانة بكل معانيها. ثلاثون ألف ريال كانت بين يديه دون عناء ولا مشقة آثر أن لا يمسها، بل يبحث عن صاحبها مستخدماً كل الوسائل ليصل فعلاً لصاحبتها ويسلمها لها، الفرحة الكبرى بهذا التصرف الجميل لا شك أنها لوالديه وأهله جميعاً فقد رفع رؤوسهم عالية. هنا أكتب تحية إكبار لهذا الابن الفاضل الذي يُمثل شباب هذا الوطن الذين تربوا على المُثل النبيلة والأخلاق الفاضلة، وعرفوا معنى الأمانة ومعنى الرزق الحلال، فكان عبد الله نموذجاً مشرفاً بحق. التقدير الكبير والتحية العبقة لرجل الأعمال الوطني المخلص الذي كان له السبق في تمثيل كل مواطن يود أن يقول لهذا الشاب الأمين شكراً ويود أن يكرمه بأي شكل من الأشكال، الشريف الدكتور ناصر الطيار الذي بادر بدعوته وتكريمه في حضور مدير مدرسته ووالده وبعض أقاربه في بادرة لها دلالاته ولها أثرها بكل تأكيد. يكرم رجل أعمال طالباً لأمانته خطوة لها قيمتها في أوساط المجتمع، الذين لم يتعودوا من رجال الأعمال أو لنقل حتى أكون منصفاً من غالبية رجال الأعمال أي مشاركة مجتمعية، يأخذون ولا يعطون، وعندما أقول يعطون فإنني لا أعني العطاء المادي بقيمته الحسية فحسب وإنما أعني أيضاً المشاركة والشعور بالمجتمع، فما أعظم أن يشعر أفراد المجتمع ببعضهم البعض. إن مسألة المسؤولية الاجتماعية التي تتغنى بها بعض الشركات ورجال الأعمال وهم أبعد ما يكون عنها لا يمكن أن تقاس بالمال أبداً، فالشعور المعنوي بالآخرين ومشاركتهم ودعمهم يُعد مسؤولية اجتماعية مهمة وأثرها كبير، وهو مما يعزز اللحمة الوطنية وينمي الانتماء، فنحن جسد واحد، رجال دولة ورجال أعمال ورجال إعلام وأفراد مجتمع، فحري بنا جميعاً كل في مجاله أن نُعزز من هذه القيم التي توحد الصف وتجمع الكلمة. طالب يكرمه رجل أعمال.. تصرف يعني ربط هذا الشاب بهذه الأرض التي عرف أنها من خلال رجالها المخلصين سواء رجال الدولة أو رجال الأعمال يعرفون ويقدرون من يعمل ومن يمتثل الأخلاق النبيلة، وهذا مما يدفعه ويدفع كل من قرأ عنه وسمع أن يعتز بهذه المثل والأخلاق ويسعى لأن يكون كما كان عبد الله بن غازي. لا شك أن عمل الإنسان وأمانته له، ولكن النفس البشرية تواقة دوماً لسماع الإطراء والتقدير، والشيطان حريص على أن يعكر على الأمين استمتاعه بهذه الفضيلة بأن يوسوس له كل وساوس التثبيط والإحباط من أجل أن يثنيه مرة أخرى عن هذه الفضيلة، فعندما يجد من مجتمعه التفاتة لفعله الجميل فإن هذا مما يقوي عزيمته ويجعله مصراً على مواصلة السير في دروب الفضل والإحسان. والله المستعان.