الإسلام يأمر بالبر والإحسان ويدعو إلى المحبة والتعاون الاجتماعي ويتوعد الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بعذاب أليم قال تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ سورة البقرة (177). وقد بيّن سبحانه وتعالى في هذه الآية أن البذل لا يكون براً إلا حيث يكون في موضع البذل وهو أساس الخدمة الاجتماعية الصحيحة، ولذلك ذكر من يبذل إليهم المال وأنهم أهل القرابة واليتامى والمساكين من سأل منهم، ومن لم يسأل.. والغرباء والمحتاجون المنقطعون عن بلادهم، وقال سبحانه وتعالى في آية أخرى: وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ .. فأوجب بذلك الزكاة في مال كل مسلم مكلف وهو سبحانه وتعالى لم يجعلها عبادة فحسب ولم يرق بها ركناً من أركان الإسلام الخمسة فحسب، بل جعل للسائل والمحروم حقاً فيها. إن الدعوة التي أتوجه بها اليوم إلى أغنيائنا وذي اليسار منا دعوة قام منذ القدم آباؤنا الأولون ولبّاها القادرون من أهل هذه البلاد في سخاء وكرم تلبية لأحكام الدين الإسلامي الحنيف.. {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.