أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن «سوء التغذية» يشكّل واحداً من أكبر التحديات الدولية؛ لأن أكثر من نصف سكان العالم يعانون سوء التغذية، بما فيه منطقة الشرق الأوسط، التي تعد ثاني منطقة في العالم في هذا الترتيب رغم التقدم الذي تحقق في مجال كميات السعرات الحرارية التي يحصل عليها المواطن خلال العقود الأخيرة. جاء ذلك في ورشة عمل نظمها المكتب الإقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالقاهرة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حول «التغذية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»؛ وذلك بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للتغذية المزمع عقده بمقر الفاو في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 19 - 21 نوفمبر الجاري. وأشار عبد السلام ولد أحمد المدير الإقليمي ل«فاو» بالقاهرة إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت، موضحاً أن سوء التغذية يشكل واحداً من أشد الأخطار المسلطة على صحة الأفراد وعافيتهم؛ ما يؤكد أهمية تضافر الجهود في كل القطاعات، الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية، وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي لاتخاذ القرارات المناسبة، ووضع خطة وبرنامج عمل في إطار زمني محدد لمحاربة سوء التغذية. وأشار ولد أحمد إلى أن 155 دولة وأكثر من 80 وزيراً يشاركون في هذا المؤتمر، من بينهم 11 وزيراً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونبه المدير الإقليمي ل«فاو» إلى أن العالم لا يعاني مشكلة نقص الغذاء؛ إذ إن معدلات الإنتاج الزراعي والأغذية كافية، لكن هناك هدراً كبيراً للطعام، يصل في منطقتنا لنحو 20 %. داعيا إلى ضرورة دعم الزراعة الأسرية في المنطقة من أجل رعاية صغار الفلاحين، وتوفير فرص العمل والغذاء لهم. وكشف ولد أحمد إلى أن سوء التغذية يتمخض عنه تكاليف غير مقبولة صحياً واجتماعياً واقتصادياً، وخصوصاً على النساء والأطفال والمسنين، ومن المنظور الأوسع نطاقاً على الأسر والمجتمعات أيضاً. ونظراً إلى تأثيرها الضار على النمو البدني وقدرات الإدراك في الإنسان، فإنها تنعكس سلبياً بالتالي على الإنتاجية والنمو الاقتصادي.