أبناؤنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، شباب اليوم هم رجال الغد وعدته هم العمود الفقري لهذه الأمة، إن صلحوا صلحت الأمة وإن فسدوا فسدت الأمة. نلاحظ أشياء كثيرة في شبابنا لا تسر.. منها عدم الاكتراث وعدم المبالاة.. مع أول يوم دراسي، وكما لاحظنا سابقا ما حدث منهم أيام الامتحانات، حيث حصل الكثير من المخالفات من تفحيط بالسيارات وسرعة جنونية ورمي للكتب الدراسية بعد الامتحانات، والله رأيت ذلك بعيني وهم يعبرون الشارع يرمون الكتب من نوافذ السيارات غير مكترثين ولا مبالين، على الرغم من أنها تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية تمتهن، وترى في لباسهم العجب العجاب سواء أبنائنا أو بناتنا تقليدا للغرب بكل ما تعنية الكلمة. أحبابي في الله الطلاب اتقوا الله وأطيعوه، وراقبوه ولا تعصوه، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة. أيّها الإخوة الفضلاء، وهنا أحب أن أوجه كلمة إلى أولياء الأمور واقول لهم اتقوا الله في أبنائكم قرّةِ أعينكم وتتابُع نسْلكم وذِكرِكم، فإنهم أمانة في أعناقكم. فانتم مسؤولون عنهم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون، مروهم بالمحافظة على الصّلوات وحضور الجُمَع والجماعات، رغِّبوهم ورهّبوهم، وشجّعوهم بالحوافز والجوائز، نشِّئوهم على حبِّ الآخرة، وكونوا لهم قدوةً صالحة، قال تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (132) سورة طه، ويقول رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -: (مُروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين) أخرجه أحمد. واحذَروا ما يصدّهم عن ذكر الله وعن الصلاة من سائر الملهِيات والمغرِيات التي تناثرت هذه الأيام، وألحّوا على الله بالدعاء أن يُصلحَ أولادكم وأولاد المسلمين أجمعين. اللهمّ أقِرَّ أعيننا وأسعِد قلوبَنا وأبهج نفوسَنا بصلاح شبابنا وفتياتنا، اللهمّ اجعلنا وذرياتنا وشبابنا وفتياتنا، من مقيمي الصلاة، اللهمّ تقبل دعاءنا، اللهم مُنّ علينا بالأمن في بلادنا الغالية والصلاح في الذريّة والأولاد والفوزِ يومَ المعاد، برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين.