كم كان مؤسفاً ما قرأناه على صفحات صحيفة الحزيرة في عددها رقم 15374 تحت عنوان (قلق من تخريج أول كتيبة أطفال إرهابية تتبع «داعش»). يتحدث الخبر عن تخريج أول كتيبة أطفال إرهابية تحت مسمّى «أشبال التوحيد» تضم أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً تم تدريبهم على استخدام السلاح وتنفيذ عمليات انتحارية بهدف استخدامهم في المواجهات القتالية. الأمر الذي وصفه المجلس القومي للمرأة في مصر بأنه يُعَد بحق جريمة في حق الإنسانية انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والطفل، كما يتنافى مع المبادئ الإنسانية المتعارف عليها وفقاَ للاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لحقوق الطفل والبروتوكول الاختياري حول مناهضة مشاركة الأطفال في النزعات المسلحة. وإن هذا الخبر الصادم مقدمة لباب واسع لأطفال المسلمين، سواء الذين تحت أيدي هذا التنظيم المتطرف الذي ينتهك حق الطفولة انتهاكاً صارخاً، أو أولئك الذين قد يطلعون على مثل هذه الأخبار من أبناء المسلمين في جميع بقاع العالم الإسلامي، فيثير لديهم نوازع العنف. ولقد أكد مختصون في علم النفس والاجتماع أن استغلال الأطفال في الأعمال الإرهابية وتدريبهم على القتل والنحر، جريمة كبيرة في حق الإنسانية وحق الأطفال الذين يصبحون شخصيات عدوانية سيكوباتية ضد المجتمع. وشددوا على ضرورة إبعاد مشاهد العنف والقتل والنحر عن أنظارهم، تجنباُ للتقليد الذي قد يسعى إليه بعض الأطفال في حالات الغضب وهم غير مدركين لخطورة أفعالهم، في ظل التوجهات الجديدة للإرهابيين أو الجماعات أو التنظيمات المتطرفة لاستغلال الأطفال وتجنيدهم في أعمالهم المنافية، دون مراعاة لحقوق الطفل، أو حمايته من الاستغلال في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم وطبيعتهم التكوينية. ويؤكد الاستشاريون أن استغلال الجماعات والتنظيمات للأطفال وتعليمهم لغة الإرهاب، وغرس مفاهيم ومعتقدات خاطئة في أذهانهم يكرس بناء شخصية بفكر آخر وتوجه مختلف، وبالتالي تؤدي كل هذه المعطيات إلى تكوين الشخصية السيكوباتية - المضادة للمجتمع - وبذلك يصبح متجرداً من براءة الطفولة ويصبح علمه هو الذي اكتسبه من المحيطين به. إن تعليم الأطفال على النحر والقتل وحمل السلاح والسكاكين، هو استغلال لهذه الطفولة البريئة التي أصبحت تحت مدرسة إرهابية، وبالتالي فإنّ الطفل مهما كان عمره يرى أنّ كل أعماله الإرهابية هي الصح لأنّ شخصيته اكتسبت شخصية أخرى بعد أن تم إجراء غسل المخ له، وإن الأمر يتطلب منا الحذر والانتباه لأطفالنا من أن تطولهم هذه الآفة.