أي قلب يملكه والد الطفلين (أحمد وعبدالله)، مكنه من استدراجهما وأخذهما من والدتهما (طليقته)؛ لينضما معه للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي (داعش)؟! طفلان لم يتجاوز أكبرهما العاشرة من عمره، يظهران في صورة مرعبة يحملان رشاشين بجانب أبيهما الذي باع وطنه وقيمه واختار الانضمام لجماعات التكفير والقتل، ما ذنبهما؟! كل المطلوب من الطفلين (أحمد وعبدالله) في هذا العمر، هو أن يعيشا طفولتهما، ولا شيء غير طفولتهما أبدا، لم يكن مطلوبا منهما أن يكبرا قبل أوانهما ليصبحا مقاتلين أو حتى شهيدين الآن!!. كل المطلوب منهما في هذه السن المبكرة أن يلعبا فقط، وأن يكسرا ألعابهما متى تسرب الملل منها إليهما، وأن يمارسا براءتهما بكل عفويتها وجنونها، ولم يكن المطلوب منهما أن يحملا السلاح وأن يقتلا به أحدا دون حتى أن يعلما لماذا هما يقتلان هذا الحد!!. كل المطلوب منهما أن يبدآ مشوار تأسيس حياتهما كبرعمي زهرتين بالكاد بدأتا تنموان، وتفتحان على الحياة لبناء مستقبل ليس وقته أن يؤخذ بجدية كاملة من أي نوع، سوى الحرص على أن يعيشا عيشا كريما ويدرسان في مدرسة جيدة، وأن يحميهما والداهما من كل ما يمكن له أن يسبب لهما أي ضرر من أي نوع، لا أن يستدرجهما والدهما لساحة الموت بيديه!!. كل المطلوب منهما أن لا يقلقا بشأن أي شيء في هذه الحياة، وأن يحبا كل شيء في هذه الحياة، وأن يبدآ بتعلم حب الناس لا كرههم وقتلهم ونحرهم على الطريقة الداعشية المقززة!. كل المطلوب منهما أن يتعلما فن الحياة، لا فن الموت!!. ما الذي فعلته بطفليك يا ناصر؟!! كيف طاوعك قلبك أن تدمر حياتهما بهذا الشكل؟! وكيف طاوعك قلبك بأن تحرق قلب أمهما عليهما بهذا الشكل؟! سيسألك الله عن أمانتك تجاههما ولِم لم تؤدها؟! وسيحاسبك حسابا عسيرا على انتهاكك لطفولتهما ولبراءتهما ولنقائهما، وسيحملك الله وزر دمهما إن سفك هناك، وسيحملك وزر دماء الغير إن هما سفكا أي دم حرام بدعوى وهم الجهاد الذي غرر بك فبعت ضمير أب لم يكن يليق به لو كان يخاف الله واليوم الآخر أن يسلب طفلين حياتهما!! فما بالك إذا كان هذان الطفلان هما ولديه!!. (أحمد وعبدالله) عار على أبوتك، وعار على كل من حرضك على أن تفعل بهما ما فعلت، وعلى أمة سمحت للتكفيريين وللجهاديين وللإرهابيين بأن يختطفوا قيمنا وديننا ليهددوا به حياتنا!!.