أكد مختصون في علم النفس والاجتماع أن استغلال الأطفال في الأعمال الإرهابية وتدريبهم على القتل والنحر على طريقة «فولي» جريمة كبيرة في حق الإنسانية وحق الأطفال الذين يصبحون شخصيات عدوانية سيكوباتية ضد المجتمع. وشددوا على ضرورة إبعاد مشاهد العنف والقتل والنحر عن أنظارهم تجنبا للتقليد الذي قد يسعى إليه بعض الأطفال في حالات الغضب وهم غير مدركين لخطورة أفعالهم. استغلال الأطفال ورأى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن التوجهات الجديدة للإرهابيين أو الجماعات أو التنظيمات المخالفة لشرع الله هو استغلال الأطفال وتجنيدهم في أعمالهم المنافية دون مراعاة لحقوق الطفل أو حمايته من الاستغلال في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم وطبيعتهم التكوينية. وأشار إلى أن استغلال الجماعات والتنظيمات للأطفال وتعليمهم لغة الإرهاب وغرس مفاهيم ومعتقدات خاطئة في أذهانهم يكرس بناء شخصية بفكر آخر وتوجه مختلف وبالتالي تؤدي كل هذه المعطيات إلى تكوين الشخصية السيكوباتية – المضادة للمجتمع – وبذلك يصبح متجردا من براءة الطفولة ويصبح علمه هو الذي اكتسبه من المحيطين به. وبين أن تعليم الأطفال على النحر والقتل وحمل السلاح والسكاكين هو استغلال لهذه الطفولة البريئة التي أصبحت تحت مدرسة إرهابية وبالتالي فإن الطفل مهما كان عمره يرى أن كل أعماله الإرهابية هي الصح لأن شخصيته اكتسبت شخصية أخرى بعد أن تم إجراء غسل المخ له. الدكتور الحامد خلص إلى القول إن تدريب الأطفال على النحر على طريقة فولي هو كارثة إنسانية يجرمها القانون، كما أن الانعكاسات النفسية المترتبة على الآخرين تكون كبيرة، فأطفال المجتمعات قد لا يترددون لحظة في تقليد ذلك أو تطبيقه على الطبيعة حتى لو كان تنفيذ الأمر على دمية، فمجرد حمله السكين لا يخرج عن دائرة الخطر، لذا ومن منطلق نفسي واجتماعي أتمنى من الأسر أن تبعد أبنائها عن مثل هذه المشاهد التي يكون أطرافها أطفالا صغارا يحملون السلاح والسكاكين وغير ذلك من أدوات الخطورة. معتقدات وأفكار ويتفق الدكتور نجم الدين الأنديجاني أستاذ التربية الإسلامية مع الرأي السابق فيقول: للأسف الشديد كثير من الأطفال وقعوا ضحايا وتم استغلالهم في أعمال إرهابية وعنف بعد أن تم الزج بهم في منظومة تحمل معتقدات وأفكار محددة تخالف الشرع إلى أن أصبحت شخصيتهم عدوانية وقد اكتسبت العديد من الصفات والأعمال والسلوكيات التي افتقدتهم براءة الطفولة. وأضاف: «توجه المنظمات لاستغلال الأطفال الصغار وتدريبهم على حمل السكين والنحر أو حمل السلاح الناري له أبعاد كثيرة تهدف إلى استغلال براءة الأطفال وبناء شخصية تحمل معتقدات معينة منذ الصغر إلى أن يصبح هذا الطفل شابا وأحد العناصر الهامة في المنظومة». الدكتور الأنديجاني حذر من الصور والمشاهد التي تبث من قبل الإرهابيين والمنظمات التي تتناول تدريب وتعليم الأطفال على كيفية النحر، مؤكدا أن هذه المشاهد سواء كانت عبر مواقع النت أو في الصحف الورقية فإنها لا تخلو من خطورة قد تمهد الأطفال في مختلف المجتمعات للتقليد أو تتسبب في وقوع جريمة (لا سمح الله) عبر مشاجرة تبدأ بسيطة وتنتهي باستخدام السكين. شخصية سيكوباتية وفي سياق متصل، يقول أخصائي أول نفسي الدكتور مسفر القحطاني: إن استغلال الأطفال الصغار في الأعمال الإرهابية هو تدمير لبراءة الطفولة وكارثة إنسانية لها أبعاد نفسية واجتماعية عديدة، فالأعمال الإرهابية جريمة كبيرة في حق الأطفال تتعدى وتفوق أعمارهم وتوجهاتهم، مبينا أن الأطفال وبعد غرس وزرع المعتقدات المخالفة لشرع الله يصبحون على خطى الجماعات. وأشار إلى أن هذه الفئة وبعد أن تكتسب كل أبجديات الأعمال الإرهابية تصبح شخصية عدوانية مضادة للمجتمع (سيكوباتية) وترى أن أعمالها مهما كانت مضامينها من قتل وسفك للدماء هي الصحيحة، لأن شخصيتهم قد تربت على مفاهيم وأفكار مضللة ومعتقدات يرونها منهاج حياتهم. الدكتور القحطاني شدد على ضرورة إبعاد مثل هذه المشاهد عن الأبناء وتحذيرهم من التقليد أو حمل أي سلاح مهما كانت أعمارهم، فكم من جريمة وقعت بين الأطفال حملت طابع التقليد. أصناف الجرائم ويقول الأخصائي والباحث الاجتماعي طلال الناشري: الزج بالأطفال واستخدامهم كدروع في الأعمال الإرهابية هو أمر مخالف لشرع الله وجريمة وكارثة في حق الإنسانية وحق هذه الفئة التي من حقها أن تعيش الطفولة وتنعم بالعلم لا أن تصبح ضحية في أعمال قد تودي بحياتهم وتعرضهم للخطر. وأضاف: «للأسف الشديد يبين لنا المشهد الاجتماعي في واقع العالم وقوع الأطفال ضحايا في كثير من أعمال العنف والإرهاب، فقد يتم استغلالهم أسوأ استغلال وتدريبهم على حمل أسلحة قد تتجاوز أوزانهم وأجسامهم النحيلة ومع مرور الزمن يصبحون عناصر هامة في هذه المنظومة، وأخطر ما في الأمر هو تدريبهم منذ الصغر على كل ألوان وأصناف الجرائم كالقتل بالسلاح والنحر بالسكين بعد أن تم تعليمهم على أفكار ومعتقدات غير إنسانية فيها سفك دماء وإزهاق أرواح. الناشري دعا إلى ضرورة متابعة الأبناء وإبعاد كل مشاهد العنف والقتل عن أنظارهم وخصوصا مع زيادة جلوسهم أمام شاشات النت التي قد لا تخلو من لقطات النحر والقتل.