اعترفت السويد أمس بدولة فلسطين في مبادرةٍ رحّب بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفها ب «الشجاعة والتاريخية» فيما هاجمته إسرائيل. وتعترف حوالي 135 دولة في العالم بدولة فلسطين، بحسب السلطة الفلسطينية. وفي أول رد فعلٍ فلسطيني، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، ترحيب الرئيس عباس بقرار السويد ووصفه ب «الشجاع والتاريخي». وكان الإعلان عن هذا الاعتراف مطلع أكتوبر استُقبِلَ بالتشكيك من قِبَل إسرائيل والولايات المتحدة التي اعتبرته «سابقاً لأوانه». ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، في بيانٍ صدر عن مكتبه قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطينية ب «قرار مؤسف»، معتبراً أن «من شأنه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين». وقال ليبرمان في بيانه «من المشين أن تقوم الحكومة السويدية باتخاذ هذه الخطوة الإعلانية التي تسبب كثيراً من الضرر». بدورها، رأت وزيرة الخارجية السويدية، مارغو فالستروم، قرار حكومة بلادها الاعتراف بدولة فلسطين خطوةً مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير. وقالت في مقالٍ نشرته صحيفة «داغينز نيهيتر» إن «الحكومة تعتبر أن معايير القانون الدولي للاعتراف بدولة فلسطين استوفيت، وأخشى أن يأتي هذا القرار متأخراً جداً وليس مبكراً جداً». وفيما يبدو أنه رد على ليبرمان، أكدت فالستروم «لن ننحاز لأي طرف، نأمل أن تتلقى إسرائيل ذلك بطريقة متوازنة وبناءة». واتخذت السويد التي تستضيف جالية فلسطينية كبيرة هذه المبادرة في وقتٍ تسير فيه الجهود المبذولة منذ عقود سعياً لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي في طريق مسدود تماماً، بينما تتساءل العواصم الغربية بشأن كيفية الخروج منه مع وصول إحباط القادة الفلسطينيين إلى أوجه. وبحسب أبو ردينة، فإن اعتراف السويد بدولة فلسطين جاء «رداً على الإجراءات الإسرائيلية في القدس». وأوضح أن «الرئيس عباس يطالب كافة دول العالم التي ما زالت مترددة في الاعتراف بحقنا في دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية؛ بأن تحذو حذو السويد». وخلال أكتوبر الجاري، ناقشت بريطانيا مشروع الاعتراف بدولة فلسطينية رمزياً واعتبرت فرنسا أن ذلك سيتعين «في وقتٍ ما». لكن الباحث في جامعة غوتبورغ والاختصاصي في النزاعات، مايكل شولز، توقع أن لا يُحدث القرار السويدي تغييراً كبيراً على المدى القصير، وقال «بالنسبة للاتحاد الأوروبي فلكي يعترف بفلسطين سيتوجب موافقة كل دوله الأعضاء على ذلك، وهذا قليل الاحتمال». وشدد شولز على أنه «من الصعب حقاً القول كم من الدول ستقوم فعلاً بالخطوة وتقتفي أثر السويد». وتابع «بعد ذلك يجب رؤية كيف سيكون رد فعل إسرائيل، إن كانت ستواصل سياستها الاستيطانية أم أنها ستكون عكس ذلك أكثر حذراً». إلى ذلك، قررت السويد زيادة مساعداتها للفلسطينيين بمبلغ 500 مليون كورون (54 مليون يورو) بحيث تصبح قيمتها خلال 5 سنوات 1.5 مليار كورون.