تعقيباً على ما يُنشر بهذه الصفحة من مقالات حول تعثر بعض المشاريع التي تنفذها بلديات المحافظات، وفي هذا السياق، فإن دوار السنابل بمحافظة الزلفي، الذي قامت البلدية بتنفيذه قبل سنوات عدة، يُعتبر ضحية تخاذل وإهمال الجهات الرسمية ذات العلاقة؛ إذ تم تنفيذه بشكل مغاير ومخالف لمخططه المعتمد والمتداول بين المواطنين؛ إذ أُريدَ له أن ينفَّذ بهذا الشكل النشاز، الذي يمثل نقطة سوداء في سجل الجهات ذات العلاقة. مضت الشهور والسنوات ولا يزال الدوار على وضعه السيئ، وسيظل كذلك ما دامت كل جهة تلقي باللائمة على الجهة الأخرى، والضحية المواطن ومركبته؛ إذ لا يمضي أسبوع تقريباً إلا ويقع فيه حادث؛ ودليل ذلك تلك الأرصفة التي ما إن يتم بناؤها حتى تتهدم مرة أخرى بسبب سوء مداخله ومخارجه، وغرابة تصميمه وتنفيذه. والآن، وبعد مضي هذه الفترة الطويلة، لماذا يبقى على حاله؟ ولماذا لم يتم تطويره وتحسينه بعد أن نُفّذ بهذا الشكل الغريب والبعيد عن الواقع؛ ما أدى إلى عدم قيامه ولو ببعض دوره الذي أُنشئ من أجله؟ صمت مطبق، وتجاهل غريب، وعدم مبالاة من كل الجهات الرسمية ذات العلاقة. تساءلنا مرات عدة: لماذا لم يُنفّذ حسبما كان مقترحاً ومخططاً له؟ ولم نجد أي إجابة شافية. هل لأنه سوف يكون مَعْلماً بارزاً للمحافظة لو تم حسب المخطط؟ وهل من أراد له ألا يكون كذلك تحقَّق له ما يريد، ونُفّذ بهذا الشكل غير المقبول؟ وإذا سلمنا بذلك، فلماذا يظل بهذا الشكل طيلة هذه السنوات؟ إذا قلنا إن الجهات ذات العلاقة لم يعد يعنيها أمر هذا الدوار فأين دور الأهالي؟ لماذا يقفون موقف المتفرج وغير المبالي؟ أين دور أعضاء المجلس البلدي؟ لماذا غاب بعد أن غاب أعضاؤه، وتواروا عن الأنظار، ولم يعد يعنيهم الأمر من قريب ولا من بعيد، وكانوا قبل انتخابهم ملء السمع والبصر؟ مشروع كهذا بُذل فيه من الوقت والجهد والمبالغ المالية ما لم يعد خافياً على الجميع، وبعد كل هذا لا يزال ضحية الإهمال وعدم المبالاة. كنا نتمنى - وما زلنا - بأن هذا الدوار لم يُنفَّذ أساساً؛ إذ أصبح محسوباً على المحافظة، لكنه لا يخدم مواطنيها، بل تسبب لهم في أضرار، لا تزال تتكرر كل سنة، وموسم الأمطار قادم - بإذن الله - وسترون بأم أعينكم مدى الضرر الناتج من سوء التنفيذ، وبعدها سيتبين لكم صدق ما أقول. والله من وراء القصد.