من المبدعين (كتاب وشعراء) من تجد في نتاجه ما يتجاوز الخطوط الحمراء، ويتخطى ما يتماهى مع ذوق المجتمع أو يقترب بجرأته من إثارة الرأي العام ضده ووقوف الناس منه موقف الرفض والاستهجان وربما الغضب.. وتختلف حالات التجاوز من نص إلى نص إذ إن هناك من النصوص ما يتناول المبادئ والمثل والأخلاق، وقد يصل إلى المعتقدات والثوابت. والأدب العربي على مر العصور تناول مثل هذه الأشياء بدرجات متفاوتة من المصارحة والتلميح، وقد نقلت لنا بعض كتب التراث شيئا من ذلك، وهناك من يرى أن لا ضير في إيراد كل ما قاله الشعراء من شعر بغض النظر عن المضمون، وان صل الحال بالشاعر أو الأديب إلى ابعد مدى دون تحفظ قائلين: إن منع مثل ذلك جناية على الأدب وحرمان للقارئ من الاطلاع على ما كُتب. وفي الجانب الآخر من المشهد من يرى أن ذلك الأدب تكريس لما لا ينبغي نشره أو اشاعته بين الناس بل إشاعة، وتكريس ما يدعو إلى الفضيلة والحث على الحق والخير والجمال في آنٍ واحد، لان الأدب إنما سُمي أدبا لاحتوائه على الأدب لا الانسلاخ من والتخلي عنه. وقفة لأحمد شوقي: وَإِذا أُصيب القَومُ في أَخلاقِهِم فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا