من المتعارف عليه في كل المجتمعات أن يكون لكل مكان وكل مناسبة ملابس معينة، فالبحر له لباس مخصص والنادي الرياضي له لباس رياضي، والعمل له لباسه الرسمي، وكذلك المساجد لها لباس يحترم قدسيتها كمكان للعبادة.... إلخ. ولكن للأسف هناك فئة من أفراد المجتمع لا تحترم الذوق العام ولا قدسية المساجد أثناء تجولهم في الأماكن العامة كالمعارض والمولات والبنوك والمساجد غير عابئين بنظرات الآخرين إليهم والاستهجان، وعدم القبول كون هذه الملابس لا يرتديها الشخص إلا داخل المنزل بل داخل غرف النوم فقط، وتعد في نظر الناس خروجاً عن المألوف ولا تتماشى مع ثقافة المجتمع كون اختيار نوعية الملابس تعد إحدى القواعد المهمة لسلوكيات الفرد. وهذه الظاهرة السيئة أصبحت في تزايد مستمر في الآونة الخيرة وتكاد تكون موضة للأسف، ولم تعد تقتصر على الصغار والمراهقين بل تعدت إلى الكبار، وتدل على الكسل والاستهتار بالمكان والناس الموجودين بهذه الأماكن والمعارض مثل معرض الرياض الدولي للكتاب ومهرجان الجنادرية الثقافي والمطارات، التي يفترض أن تعكس ثقافة اللباس والزي الوطني للبلاد. قد يقول قائل: هذا تدخل في حريات اللباس للآخرين، وهذا غير صحيح؛ لأن الشخص له الحرية في لباس داخل منزله أو مزرعته الخاصة، ولكن في الأماكن العامة لابد أن يكون هناك احترام للمكان العام والموجودين فيه. إذاً لا بد من تعزيز ثقافة الذوق العام لدى أفراد المجتمع، وثقافة الملبس المناسب للمكان المناسب عن طريق وسائل الإعلام، وكذلك خطباء المساجد بأن قمصان النوم لا تليق بالحضور للمسجد ولا أماكن وجود الآخرين، ونفس الشيء ينطبق على الملابس الداخلية (سروال وفانيلا) كونها أصبحت شبه موضة بين الشباب يتجولون في الأماكن العامة والشوارع وتدل على الاستهتار ولفت الأنظار. فليكن الحفاظ على الذوق العام جزءاً هاماً من ثقافة المجتمع التي تدل على رقيه وتحضره، وارتفاع مستواه الاجتماعي والحضاري.