تنظم وزارة الحج بعد نهاية كل موسم حج مسابقة سنوية ل (أفضل الأعمال الإعلامية التي تقدم في الحج) تعتمد على (فنون الإعلام) المعروفة والهامة منها، وتشمل الصحف الورقية والإلكترونية والإذاعة والتلفزيون بالإضافة إلى الإعلام الجديد، ومن خلال متابعة دقيقة للمسابقة التي يمتد عمرها إلى 12 عاماً بدأت عام (2003م - 1423ه)، فإن المسابقة تطورت كثيراً، والمهم هو المردود الكبير الذي أسبغته على الأداء والتغطية الشاملة لموسم الحج والاهتمام الكبير الواضح من قبل (البعثات الصحفية) في تغطياتها ونوعيتها والتركيز على الجوانب المشرقة والمضيئة، خصوصاً في الجوانب الخاصة والمتعلقة بوزارة الحج، وعدم الانسياق والسعي الحثيث خلف الجوانب أو الأعمال السلبية، هذا التوجه جعل المسابقة تحقق أهم أهدافها، ويتمثّل ذلك في (إيجاد الإعلامي المتخصص في أعمال الحج والعمرة)، ولعل تكرار فوز بعض الصحف وحتى بعض الأسماء الصحفية ببعض الجوائز مثل (أفضل تغطية صحفية) وتكرر فوز بعض الزملاء ببعض الجوائز مثل أفضل تقرير أو تحقيق صحفي، يؤكد هذا القول ويؤيده، بالإضافة إلى ما تحققه المسابقة من (تحفيز الأعمال الإعلامية المتميزة) والخاصة بالحج، وتبقى الجائزة (تجربة ناجحة) جداً تستحق أن تأخذ بها بعض الجهات والأجهزة الحكومية وتطبقها في غير مجال الحج. من هذه الجائزة نبعت فكرة مقالي اليوم، وهي: دعوة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتبني (جائزة ومسابقة سنوية لأفضل الأعمال الإعلامية في الموسم الرياضي) تشارك فيها وسائل الإعلام الرياضي السعودية والتي تُعد الأعرض والأوسع والأكثر اهتماماً، حيث تحظى الرياضة السعودية بتغطية إعلامية واسعة على مستوى الإعلام التقليدي (المقروء والمسموع والمرئي) بشكل لا يتوفر لأمور وشئون الحياة الأخرى، لكن المساحة الكبيرة والتسابق المحموم والمفتوح أضرّ بالطرح اليومي و(هبط) كثيراً بالإعلام الرياضي وبالمادة الإعلامية التي تقدمها كثيرٌ من وسائله، مما جعل معظمها أقل أهمية وأضعف في القبول والتأثير، بل إن كثيراً منها أصبح تأثيرها سيئاً للغاية يغذي بعض النواحي السلبية للرياضة والتاثير العكسي لمفاهيمها العامة وأهدافها السامية، بعد أن أصبح الهمّ الأكبر عند أغلب هذه الوسائل هو الانتشار والتداول الكبير في المجتمع والكسب السريع وحديث الناس، وتبادل مقاطعها وما تطرحه، وهذا أفقد الإعلام الرياضي وطرحه الكثير من المصداقية والاحترام من قبل المتابعين الواعين، مع تأثيرات ذلك على الرياضة السعودية وقوتها وتماسكها مما يستوجب تدخلاً عملياً وفاعلاً بطريقة (مهنية) وغير مباشرة تفرض تغييراً ذاتياً من قبل وسائل الإعلام نفسها وتدفعها لوضع مسارات أخرى و(توجهات) جديدة وصناعة (سياسات) مختلفة، تأتي بطروحات إيجابية تخدم الرياضة بل تطورها وتدفع بها، دون الخروج عن الإثارة الممتعة والطرح الأخّاذ القائم على (فنون الإعلام) المختلفة والعملية والمعروفة، وتحقيق ذلك يمكن أن يتم من خلال (تجربة ناجحة) هي تجربة وزارة الحج ومحاكاة لمسابقتها لسنوية الناجحة. كلام مشفر أحد الجوانب التي خلقتها مسابقة وزارة الحج للوزارة الاهتمام النوعي في التغطية الصحفية والتركيز على الجوانب الإيجابية وتجاهل وعدم نشر الجوانب السلبية على النحو الذي يحدث في تغطية أعمال الجهات أو الوزارات الأخرى التي ليس لها جوائز أو مسابقة. الهبوط الكبير للإعلام الرياضي يظهر في بعض الصحف والقنوات الفضائية والبرامج الرياضية باعتمادها على الابتذال والاختلاق والإثارة السلبية والتركيز على الأسماء الطارئة والغوغائية، والتي بلا تاريخ أو اسم أو سمعة، وبالتالي لا يهمها نوعية طرحها أو سلبية كلامها وسطحية مقارناتها وخطورة توجهها. (تنظيم) مسابقة وسائل الإعلام الرياضي وتقديم جوائزها، لا بد أن يسبقه تصنيف الوسائل، وأيضاً توصيف (الفنون الإعلامية) ووضع آلية خاصة لها، تختلف باختلاف الوسيلة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وأيضاً الإعلام الجديد، وسيحفز ذلك كل الوسائل الإعلامية بأنماطها المختلفة، وسيدفعها إلى الاهتمام بموادها وطرحها وتطوير معدي ومقدمي وضيوف برامجها. فيما سيدعم ذلك الطروحات الرزينة والبرامج الإيجابية بتوجهاتها ومعديها وضيوفها وتميزها ويزيد من قيمتها ومساحات محاولة اللحاق بها ومحكاتها بحثاً عن الفوز والأفضلية. تنظيم الرئاسة العامة لرعاية الشباب للمسابقة يعني شموليتها للرياضة عموماً، وليس كرة القدم فقط، فتشمل المسابقة برامج الألعاب المختلفة، وتغطية مسابقات الألعاب المختلفة، وأيضاً تغطية أنشطة وبرامج الرئاسة نفسها الأخرى الشبابية والثقافية وغيرها. وتكتسب المسابقة أهميتها وحياديتها، إذا ما أقرت بتشكيل لجنة (علمية وعملية) خاصة تضم أسماء إعلامية كبيرة معروفة لها خبراتها وعرفت بقدراتها وحياديتها وبإشراف وزارة الثقافة والإعلام، ولولا الحرج لاقترحت هنا العديد منها على النطاق الرسمي والشخصي أيضاً، على أن يكون مخصصاً لها (سكرتارية) متابعة وتجميع المواد وآلية عمل دورية أو فصلية على الأكثر.