تتواصل جهود الأسرة الدوليَّة لمواجهة الإرهاب الذي تفشى بصورة خطيرة في المنطقة العربيَّة وإن اقتصر في الوقت الحاضر على التصدي لتوغل «داعش» لتمادي هذا التنظيم في ارتكاب الجرائم غير الإنسانيَّة بحق كل الأديان والمذاهب والقوميات، فلم يسلم من جرائمه المسلمون والمذاهب الأخرى والقوميات المُتعدِّدة وبالذات في سورياوالعراق، إلا أن مواجهة الإرهاب وإن بدأ بأكثر المليشيات والمنظمات الإرهابيَّة إجرامًا إلا أن الدور سيأتي لملاحقة باقي الإرهابيين عاجلاً أم آجلاً ويؤكد المتابعون أن المليشيات المتطرفة المذهبية اللبنانيةوالعراقية التي تعيث فسادًا في سوريا، والحوثيون الذين يحاولون تدمير الدَّوْلة اليمنية والمليشيات العراقية التي تحاول الاستفادة من الحشد الإقليمي والدولي للقضاء على «داعش» للحلول محلها جميعها مهددة بواجهة الاصطفاف الدولي للقضاء على الإرهاب والمليشيات المتطرفة وإن لم يحن وقتها بعد إلا أن الأنظار ترصَّد هذه المنظمات للقضاء عليها بعد أن يَتمَّ التخلص من التنظيم الإرهابي الأخطر «داعش» ومن يتعاون معه. وفق هذه السياق عقد في مجلس الأمن الدولي المؤتمر الثالث لتقوية الحشد الدولي لمواجهة الإرهاب حيث تجمع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية وعدد من وزراء الخارجيَّة العرب في نيويورك ورأس الوزير جون كيري وفد بلاده كما حضر وزراء الخارجيَّة الفرنسي والإماراتي والبحريني وأظهر الوزراء تصميماً قويًّا لاجتثاث الإرهاب ومواجهة الأنظمة والدول التي تدعم الإرهاب والمنظمات الإرهابيَّة أو تلك الأنظمة التي كانت سببًا في استقدام الجماعات والمنظمات الإرهابيَّة إلى سورياوالعراق وبالذات نظام بشار الأسد الذي أكَّدت الدول المشاركة في مؤتمر نيويورك بأنّه جزء من الأزمة وأنه و»داعش» والمنظمات الإرهابيَّة الأخرى وجهان لعملة واحدة. هكذا أكَّد مندوب المملكة العربيَّة السعوديَّة الدائم في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي واتفق معه كل من وزير خارجية أمريكا وفرنسا والإمارات ولهذا فإنَّ كل التحليلات تؤكد أنّه ومع تقوية التحالف الدولي والإقليمي لمواجهة إرهاب «داعش»، فإنَّ التعامل مع المنظمات الإرهابيَّة الأخرى من المكون الطائفي الآخر ليس مؤجلاً بل يجري صياغة آليات للتعامل مع هذه التنظيمات ومنعها من الاستفادة من انسحاب عناصر تنظيم داعش والقضاء عليها ومنعهم من الحلول في المواقع التي سيطرد منها الداعشيون والمقصود هنا منع نظام بشار الأسد وقواته والمنظمات الإرهابيَّة الشيعية القادمة من لبنانوالعراق من ذلك، بل إن هذه الجهات سواء قوات بشار الأسد أو المليشيات الشيعية العراقية ومقاتلي حزب الله معرضة هي الأخرى من قبل طيران قوات التحالف التي تعمل على تقوية العناصر السورية المعتدلة بدعمها بالأسلحة والتدريب. أما في العراق فتدور اتِّصالات ومباحثات لمنع ما يسمى بعناصر الحشد الشعبي ذات اللون الطائفي الواحد من الحلول محل عناصر «داعش» مما سيولد احتقانًا شعبيًا في المحافظات السنية مثلما يحصل الآن في صلاح الدين حيث يشتكي سكانها من العمليات الوحشية ضد السكان التي تقوم بها عناصر الحشد الشعبي ومليشياته الطائفية التي يقود هادي العامري الذي يريد تكوين تنظيم مليشياوي شيعي يفرض عبر السلاح قرارًا سياسيًّا يخرب التوافق السياسي الهش الذي بدأ يتكون في العراق.