بينما أتابع مثل الكثيرين منكم ما يجري الآن من جهود أمريكية لحشد دولي كبير لمواجهة خطر داعش جال في ذهني وألحت علي الكثير من الأسئلة المريبة والتي قد تكون إجاباتها أكثر ريبة. وهنا سأتقمص شخصية صديقي المواطن الأمريكي العادي لطرح هذه الأسئلة. فقد كان من الممكن أن لا نصل إلى ما وصلنا إليه الآن ببساطة لو كنا لم نطلق هذا الوحش الداعشي من عقاله، وقبله الوحش القاعدي بل كان من الممكن القضاء عليه في مهده بكل سهولة لكننا لم نفعل!!؟؟ كان من الممكن عدم حل الجيش العراقي وعدم دعم أمريكا للميلشيات الشيعية المدعومة أصلا من إيران بعد احتلال العراق وأيضاً كان من الممكن عدم تسليم العراقلإيران قبل الإنسحاب من العراق لكننا لم نفعل!!؟؟ كان من الممكن عند بدايات الثورة السورية وبعد المجازر المروعة التي ارتكبتها العصابة الحاكمة وحلفاؤها دعم الجيش الحر وعدم السماح لإيران وعملائها بإدخال الحركات الإسلامية المتطرفة إلى ساحة المعركة لبعثرة أوراق الثورة السورية وبالتالي وصول ثورة الشعب السوري إلى ما وصلت إليه الآن لكننا لم نفعل!!؟؟ كان من الممكن وأد الأحلام الفارسية التوسعية الحاقدة والتي بسببها وصلت المنطقة إلى ما وصلت إليه الآن قبل أكثر من ثلاثين عاما لكننا لم نفعل!!؟؟ كان بالإمكان وأد حركة الحوثيين في اليمن العميلة لإيران في مهدها قبل أن يستفحل أمرها لكننا لم نفعل!!؟؟ كان بالإمكان عمل نفس الشيء مع حزب الله الشيعي الإيراني في لبنان قبل عقود وخصوصاً بعد عملية تفجير المارينز الأمريكي الشهيرة في لبنان لكننا لم نفعل!!؟؟ كان بالإمكان عمل الكثير حتى لا يصل المشهد في العالم العربي إلى ما وصل إليه اليوم وكان بالإمكان عمل الكثير وبكل سهولة في بدايات كل أحداث الوطن العربي منذ اختطاف الملالي لثورة الشعوب الإيرانية وبداية تنفيذ أحلامهم التوسعية الفارسية الحاقدة لكننا لم نفعل!!؟؟ لماذا نغض الطرف عن تعاظم المخاطر وربما المساعدة في تعاظمها قبل أن نبدأ في محاربتها!!؟؟ انتهت تساؤلات صديقي الأمريكي والتي لم يجد لها إجابات مقنعة. وهنا تبدأ تساؤلاتي أنا: من المستفيد النهائي من كل ما يجري؟ من المستفيد من تمكين وتغليب وتقوية الأقليات في كل ما يجري؟ بالتأكيد أن المستفيد على المدى البعيد ليست هذه الأقليات حيث أنها أداة فقط وما استفادتها التي قد يتوهمها البعض الآن سوى مكسب مؤقت سرعان ما يزول بزوال أسبابه وتبدأ هذه الأقليات بدفع الأثمان الباهظة نتيجة استعدائها للأغلبية السنية الساحقة في المنطقة التي عاشت هذه الأقليات معها وفي كنفها مئات السنين بأمان بالرغم من غدرهم وخياناتهم في بعض مفاصل التاريخ، إذن من المستفيد الأكبر من كل هذا؟ قد يجد صديقي الأمريكي الإجابة عنده في واشنطن وربما يجدها في تل أبيب وهو الأرجح.