دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين الأوروبيين إلى «التعقل» بعدما هددوا موسكو بعقوبات جديدة بدءاً من هذا الأسبوع بسبب ضلوعها المفترض في الأزمة الأوكرانية. وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال اجتماع في أقصى الشرق الروسي: «آمل بأن يسود التعقل، وأن نعمل معاً بشكل طبيعي، وألا نعمد نحن أو شركاؤنا إلى أذية الآخر». والتهديد بعقوبات جديدة، وكذلك استمرار المعارك في أوكرانيا، لا يزالان يلقيان بثقلهما الاثنين على الأسواق المالية الروسية التي تراجعت في نهاية الأسبوع الماضي بسبب الاتهامات المتزايدة لروسيا بتدخل عسكري في أوكرانيا، وخشية اندلاع حرب واسعة النطاق بين البلدين. في غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني إن قواته انسحبت من مطار لوجانسك الرئيسي في شرق البلاد بعد أن صدر لها الأمر بذلك، في حين اتهم الرئيس بترو بوروشينكو موسكو بشن «عدوان مباشر وعلني» على بلاده. وذكر الجيش في بيان في وقت سابق أن المظليين الأوكرانيين يقاتلون كتيبة دبابات روسية من أجل السيطرة على المطار الواقع خارج المدينة، وهي معقل للانفصاليين على الحدود مع روسيا. وقال المتحدث أندري ليسينكو للصحفيين: «في اتجاه لوجانسك تلقت القوات الأوكرانية أمراً، وانسحبت من المطار». وأضاف بأن سبعة جنود أوكرانيين قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويواصل خفر السواحل في أوكرانيا البحث عن بحارَين فُقدا بعد غرق زورق دورية في بحر آزوف من جراء قصف مدفعي من انفصاليين موالين لروسيا. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين أن بلاده لن تقوم ب»تدخل عسكري» في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة التباحث في «وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط» في المحادثات المقررة في بيلاروس بين ممثلين عن كييف وموسكو. وصرح لافروف خلال لقاء مع طلاب روس: «لن يحصل تدخل عسكري. نحن نؤيد فقط تسوية سلمية لهذه الأزمة الخطيرة لهذة المأساة». وأضاف «كل ما نقوم به يهدف فقط إلى تحقيق تقدم لمقاربة سياسية» من أجل تسوية الأزمة في أوكرانيا التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش الأوكراني ومتمردين موالين لروسيا. في غضون ذلك، يعتزم الانفصاليون في شرق أوكرانيا المطالبة مجدداً بالاعتراف بدولة مستقلة في شرق أوكرانيا أثناء اجتماع مجموعة الاتصال المنعقد في العاصمة البيلاروسية مينسك أمس الاثنين. وصرح أندريه بورجين، نائب رئيس وزراء «جمهورية دونتسيك الشعبية» غير المعترف بها، بأن المباحثات التي عقدت ظهر أمس في مينسك شملت أيضاً النقاش حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ويعتزم بورجين المشاركة بنفسه في هذا الاجتماع. وتتكون مجموعة الاتصال هذه من ممثلي أوكرانياوروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء رحلته بسيبيريا الواقعة في الشمال الشرقي لروسيا بأن «الآن تبدأ عملية مهمة للغاية للمفاوضات المباشرة».