قبل نصف قرن استقبلت مدن سدير ضيفاً عزيزاً.. له في نفوسهم المحبة والوفاء وقد عرفوه بالملك المحب والكريم وصاحب القلب الكبير هو الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. كانت الزيارات المتعددة التي يقوم بها من أجل معرفة أحوال أبناء وطنه وتفقد احتياجاتهم ومتطلبات بلادهم وكان رحمه الله يقوم بزيارات للمدن والقرى والهجر وفي كل مدينة تتشرف كل عائلة باستقباله فكان لأسرتنا البابطين شرف أن يكون ضيفاً على أسرتنا بروضة سدير فقد أقيم لجلالته سرادق ضخمة ونصبت الخيام ونظمت المجالس والاستقبال وتقديم القهوة وما يتبعها من فواكه ومرطبات ثم أقيم حفل خطابي كان لي شرف أن ألقي قصيدة (بلاد العرب أوطاني). والطريف أنني أحاول أن أصل إلى حدود الميكروفون فلم أستطع وأحضروا لي طاولة صغيرة صعدت فوقها وألقيت الأنشودة التي كنا نرددها في مدارسنا بشكل يومي.. أعجب الملك بهذه الأنشودة وابتسم عندما لم أتمكن من الوصول للميكروفون وصفق لي عندما أنهيت الأنشودة وتشرفت بالسلام عليه ولا أنسى كلمته لي رحمه الله (بعدي ولدي). ثم تلا ذلك كلمات من أبناء العم ترحيباً بمليكنا الغالي. هذه الزيارات التي قام بها الملك سعود دلالة على نهج هذه الأسرة المباركة في تفقد واطلاع ولي الأمر على أحوال مواطنيه وقد سبقه في ذلك الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان ضيفاً على الجد عبدالمحسن بن محمد أبابطين سنة 1326ه.. وهكذا تستمر زيارات ولاة أمرنا وفي كل فترة من أجل خدمة هذا الوطن ومعرفة احتياجات ومتطلبات المواطنين ويسجل التاريخ هذا الدور الهام والعلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم وأنها قبل ذلك علاقة محبة ووفاء وارتباط أسري وثيق.. ونرى ذلك اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في فتح المجالس اليومية والأسبوعية لكافة المواطنين والوافدين ويستمر ذلك لدى أمراء المناطق واستقبال المواطنين يومياً وتخصيص يوم في الأسبوع وخارج وقت الدوام من أجل لقاءات المسؤولين والمواطنين وبحث كل ما يهم مصلحة الوطن. حفظ الله ديننا وولاة أمرنا وأعانهم الله على أدء الواجب.