قال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، ومن هنا الكل يدرك ما للعلم والتعليم من أهمية في حياة البشر.. ولقد شرَّفني الله بأن أخدم في مجال التعليم 37 عاماً معاصراً وزراء كثراً أعجبني فيهم جميعاً التوافق الفكري، فقد كان خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أول وزير للمعارف، حيث وضع أول بصمة للتعليم، ثم عُين بعد ذلك صاحب المعالي عبد العزيز بن محمد آل الشيخ متمشياً مع الخطة التعليمية التي رسمها خادم الحرمين فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -، وعُين بعده معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزيراً للمعارف.. في ذاك الحين كان - رحمه الله - في قمة التواضع وحسن الأخلاق كان - رحمه الله - يعمل بصمت، مضيفاً الكثير من المنجزات حيال هذه الوزارة.. لقد شرفني الله بمقابلته فرأيت فيه حرصه الشديد على هيبة المعلم وسلامة الطلاب من التعنيف، بل جعل خطة التوافق بين القطبين الطالب والمعلم، ثم تولى الدكتور عبد العزيز الخويطر دفة التعليم - رحمه الله - وأحدث نقلة فعلية في مسار التعليم جمع كل العناصر.. عناصر التعلم والتعليم في بوتقة واحدة أوصلت المتعلم للمنافسة الدولية والإقليمية مما جعل الطالب السعودي يحظى باحترام الجميع جعل منه المثقف الذي يفتخر بنشأته الدينية والدنيوية.. كان رحمه الله أقرب للطالب من نفسه يتابع كل خطوة من خطى التعليم ويدخل عليها كل ما هو جديد.. كان - رحمه الله - يهتم في المقام الأول بالتربية قبل التعليم.. كان - رحمه الله - في قوة الرأي من غير تعنت وفيه اللين ولكنه لين بعيد عن الضعف.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وبعده عُين معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد - رحمه الله - الذي أحدث نقلة نوعية في التعليم وأدخل مجموعة من الأنظمة ضمن خطة شاملة للتغيير في مسار الوزارة، وكان هذا الوزير صاحب همة وإقدام ينظر إلى المستقبل ويدعمه بأفكاره النيرة، وكان رجل فكر تربوي وتعليمي. بعدها عُين معالي الشيخ عبد الله بن صالح العبيد الذي بذل قصارى جهده في تنسيق الوزارة واتباع من سبقه في خدمة التعليم. وقد تولى الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزارة التربية والتعليم بعد ذلك، فوضع كل إمكانياته لتذليل الصعاب أمام طلبة العلم في إطار مبرمج في فكره متخطياً كل العقبات التي قد تعيق المتعلم من الوصول إلى هدفه. وها هي طائرة الفكر والثقافة تهبط في مطار الرياض.. هل تعرف من يقودها فقد تتوه في الإجابة.. أهو ذلك الإنسان الذي منذ نعومة أظفاره مبدع في كل مجال سلكه - أهو ذلك الإنسان المبدع في فكره فأصبح يؤثر في مكوناته فسخّر تفكيره في خدمة الوطن وفي أي موقع تولى ريادته.. جعل من فكره مدرسة لا تستوعب صفوفها من لم يكن في الدرجة الأولى مواطناً صالحاً غيوراً على دينه ووطنه ومليكه وحكومته الرشيدة.. أهو ذلك الإنسان الذي تجلى في منظومة رائعة يعجب لها الوطن والمواطن كما رسم بريشته الخيال والإبداع ذاته ثم أبدع في رسمه.. رسم قافية الشعر ثم نظم الدرر الشعرية التي أثرت الساحة الأدبية بموروث ما زال يردده الكبير والصغير. لقد عُرف هذا الانسان بغزارة الفكر والإبداع والإتقان والحلم والعمل الجاد والإنتاج المستمر والتنويع في البناء وجهده المميز لسمو هذا الوطن فوق كل الأوطان فكراً وعلماً ورقياً.. إنه الإنسان الذي تطرب وأنت تقرأ شعره، وعندما تنظر إلى لوحاته تحس أن الطبيعة بين يديه.. لقد قطع على نفسه عهداً أن لا مستحيل ما دام في الجسد حياة.. إنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم.. لقد أحدث في وقت قصير تغيرات جميعها تصب في دائرة التربية واقترانها بالتعليم.