* أنشئت جمعية الإعاقة الحركية للكبار - حركية - التي تحظى بالرئاسة الفخرية من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وسجَّلت بالرقم (367) في وزارة الشؤون الاجتماعيَّة بتاريخ 18 - 07 - 1425ه لتخدم المعاقين حركيًا بمنطقة الرياض، وهي مبادرة من أصحاب المعاناة الذين ابتلوا بإعاقات حركية فكانت أول جمعية على مستوى المملكة تعنى بالمعاقين حركيًا الذين تجاوزوا سن الخامسة عشرة من العمر، كما أنها امتداد لجهود بعض الجمعيات التي تخدم المعاقين في سن الطفولة كجمعية الأطفال المعوقين وغيرها من الجمعيات الأخرى.. وكلها تحظى بدعم وتشجيع ورعاية حكومتنا الرشيدة. - ما أهداف الجمعية وما الذي يميزها عن غيرها؟ * تتفرّد حركية بعدد من المزايا كونها متخصصة في خدمة المعاقين حركيًا من الكبار وأنها جعلت لأصحاب القضية أنفسهم الدور الأكبر في التأسيس ووضع الأهداف والإدارة - فنصف مجلس إدارة الجمعية وكامل أعضاء اللجنة التنفيذية من المعاقين حركياً - كما أنهَّم شاركوا في اختيار ورسم الخطط وتصميم البرامج التي يعدّونها من الأولويات بالنسبة لهم التي كان من أبرزها، وأن تكون الجمعية مظلة مؤسسية لمن هم فوق سن الخامسة عشرة من المعاقين حركيًا، ورعاية مصالحهم والمطالبة بحقوقهم التي كفلتها لهم أنظمة بلادنا، وكذلك المساهمة في تنمية الوعي العام باحتياجاتهم وحقوقهم وقدراتهم، ومساعدتهم لتجاوز محنتهم والاندماج في المجتمع، إضافة إلى تقديم البرامج والمشروعات التي يحتاجون لها. - كم عدد منسوبي حركية؟ وما آلية الانضمام إليها والاستفادة من خدماتها؟ * تجاوز عدد من قدمت لهم الجمعية خدمات مباشرة أو غير مباشرة الأربعين ألف مواطن ومواطنة فهناك أعضاء يسكنون ضمن النِّطاق الجغرافي لعمل الجمعية وآخرون من خارج منطقة الرياض استفادوا من برامج الجمعية المُتعدِّدة كالزواج الجماعي والحج والبرامج التثقيفية والاعانات النقديَّة وغيرها، أما عن آلية الانضمام للجمعية فنحن نرحب بكلِّ من يرغب الانضمام للجمعية سواء كعضو منتسب أو عامل أو شرفي أو مستفيد أو متطوع أو داعم وذلك من خلال التسجيل بموقع الجمعية الإلكتروني والاطِّلاع على شروط الانضمام أو الحضور إلى مقر الجمعية أو التواصل مع أحد المسئولين بها على الهاتف. - هل تقتصر مساعدات الجمعية على العينية أم هناك مساعدات معنوية؟ * أعداد المعاقين في المملكة من أعلى المعدلات على مستوى العالم وخصوصًا من حوادث السيَّارات، وقد بادرت الجمعية في وضع الخطط والبرامج النوعية ويأتي في مقدمتها تأصيل حقوق ذوي الإعاقة كما نص عليها المجلس الأعلى لرعاية المعاقين، إضافة إلى العديد من البرامج والمشروعات التي تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم ابتداء من إخراج المعاق من عزلته النفسية والمجتمعية ومحاولة دمجه في المجتمع من خلال الزيارات الرسمية للمسئولين بالدولة لنقل احتياجاتهم ومطالبهم الرئيسة وكذا من خلال المشاركة في اللقاءات والندوات المتخصصة بقضية الإعاقة، وكذلك عقد الجمعية لملتقى شهري للمعاقين حركيًا وأسرهم يحضره المئات منهم الذي أسهم بفضل الله في تحفيزهم للعمل والانخراط في المجتمع من خلال رفع الوعي لديهم بأن الإعاقة ليست نهاية المطاف بالإضافة إلى تبادل الخبرات الحياتية فيما بينهم وكذا محاولة إبراز مواهب المعاقين وإبداعاتهم من خلال برنامج رعاية الموهوبين. وكذلك رعاية ومساعدة منسوبي الجمعية للمشاركة في المناسبات الرياضيَّة على مستوى العالم وغيرها من المشروعات الأخرى. أما بالنسبة للمساعدات النقديَّة فإنَّ الجمعية صرفت 2.333.000 ريال وكانت واسطة خير في توزيع 21.788.719 ريال على المحتاجين والمبلغ من فاعل خير غفر الله له ولوالديه.. إضافة إلى قيامها بتوزيع 900 أضحية وكساوي العيدين وأثاث وخلافه. - هل هناك برامج كبيرة تفردت جمعية حركية بها؟ * هناك برامج مثل الزواج الجماعي للمعاقين حركيًا كان لها أثر كبير في تغيير حياتهم واستقرارهم الأسري والاجتماعي وخطت الجمعية هذه الخطوة الجبارة التي استفاد منها حتَّى الآن 652 من ذوي الإعاقة الحركية من كافة أنحاء المملكة وذلك من خلال إقامة أربعة احتفالات للزواج الجماعي أنفقت عليها قرابة العشرة ملايين ريال تمثلت في مساعدات مادية تشمل المهر وتأثيث بيت الزوجية ومساعدة مادية لمدة سنة للمتزوجات من المعاقات. وقد حظي الزواج الجماعي للمعاقين حركيًا بدعم كبير من أصحاب السمو الملكي أمراء منطقة الرياض - خلال السنوات السابقة - ومما يثلج الصدر أن نسبة الطَّلاق لم تتجاوز 3 في المئة بفضل الله والجمعية الآن بصدد إقامة حفل الزواج الجماعي الخامس بإذن الله الذي سيستفيد منه أكثر من مائتي معاق ومعاقة وسيشرفه ويرعاه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله أمير منطقة الرياض بمشيئة الله. كما أن هناك برنامجاً مكملاً ومسانداً لبرنامج الزواج وهو المساعدة على الإنجاب للذين يحتاجون لعيادات المساعدة على الإنجاب من خلال السعي لمزيد من التسهيلات بالمستشفيات الحكوميَّة أو التكفل بكامل تكاليف العملية أو السعي للحصول على تخفيض جيد من المراكز الأهلية المتخصصة، وقد استفاد من ذلك (27) أسرة من ذوي الإعاقة الحركية. وهناك مشروع النقل والآن بفضل الله لدى الجمعية خمس وعشرون سيارة مجهزة برافعات وأجهزة قيادة أسهمت في تسهيل نقل منسوبي الجمعية من المعاقين والمعاقات للجهات التي يرغبون بالانتقال لها من مدارس ومستشفيات وعمل وغيرها فضلاً عن الشراكة الإستراتيجية التي تمَّت مع وزارة التربية والتَّعليم لنقل المعاقات من طلاب التربية الخاصَّة لمدارسهم ولدى الجمعية خطة لزيادة عدد السيَّارات إلى 50 سيارة بمشيئة الله. - العمل يُعدُّ ركيزة أساسيَّة في الاستقرار النفسي والمعنوي للمعاق، هل للجمعية جهود في هذا الجانب؟ * لا شكَّ أن العمل لذوي الإعاقة هو عامل مهم في دمجهم وشعورهم بالاستقلال حيث أنشأت الجمعية قسمًا للتدريب والتوظيف وقد أسهم خلال السنوات السابقة في تدريب وتوظيف المئات من ذوي الإعاقة من خلال عدد من الاتفاقيات مع صندوق تنمية الموارد البشرية ومع الجامعات ومراكز التدريب والتطوير التي قدمت العديد من المنح المجانية أو الخصومات أو تحمل الجمعية لتكاليف التدريب. هناك برامج أخرى مهمة مثل ورشة حركية لصيانة الكراسي المتحركة التي تعد قدم المعاق التي يمشى بها وعدم قدرته الاستغناء عنها ولو ليوم واحد وهذا المشروع يقوم بالصيانة المجانية السريعة وتوفير قطع الغيار للكراسي المتحركة بالإضافة إلى توفير الكراسي البديلة في حالة تعطل كرسي المعاق وقد خدم هذا البرنامج أكثر من سبعمائة من ذوي الإعاقة الحركية. - وماذا عن برنامج الحج والعمرة؟ * عدم وجود وسائل نقل مناسبة يحول بين المعاقين وبين أداء هذه الفريضة وقد استطاعت الجمعية من خلال التواصل والتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة والجهات الداعمة إطلاق برنامج الحج والعمرة وتوفير وسائل النقل اللازمة بين المشاعر المقدسة والسكن المناسب وتيسير كل شعائر الحج والعمرة لهم وقد استفاد من ذلك حتَّى الآن 370 ما بين رجل وامرأة من كل مناطق المملكة كما أن الجمعية تهدف إلى توسيع نطاق الإفادة من هذا المشروع الجبار ليكون بشكل سنوي ويشمل أكبر عدد ممكن من المعاقين حركيًا. - مثل هذه المشروعات الضخمة تحتاج لموارد ماليَّة كبيرة لترى النور، فكيف استطاعت الجمعية تأمين تلك الموارد؟ * سعت الجمعية ومنذ البداية لإيجاد موارد ماليَّة ثابتة تَضمَّن استمرارية ما تقدم من مشروعات وذلك من خلال إيجاد أوقاف خيريَّة تسهم في تغطية معظم مصاريف الجمعية وقد تمكنا حتَّى الآن من إقامة وقفين اثنين يغطيان ما نسبته 30 في المئة من ميزانية الجمعية بالإضافة إلى وقف مبنى الجمعية والوقف السكني (تحت الإنشاء) الذي يحتوي على أربع وعشرين شقة سكنية بمواصفات مثالية لمتطلبات المعاقين حركيًا، ونسعى الآن لإيجاد وقف ثالث بإذن الله بقيمة عشرين مليون ريال لكي يدعم المشروعات المستحدثة وكذا تغطية التوسع الحاصل في المشروعات الرئيسة لحركية وهي تحث الخيرين والموسرين في هذا البلد المعطاء على المساهمة الفاعلة في دعم أوقاف الجمعية وبرامجها من خلال الحسابات البنكية الموضحة على موقع الجمعية على الشبكة التي تخضع للإشراف الدائم والمباشر من وزارة الشؤون الاجتماعيَّة، وذلك بالتبرعات العامَّة أو دفع الزكاة التي حصلت الجمعية على فتوى من كبار العلماء يجيز لها الحصول عليها وإنفاقها في دعم الأسر المحتاجة، أو بالرسائل النصية، وقد استفاد من برنامج المساعدات العامَّة والزكاة أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة معاق ومعاقة، كما أن الجمعية تسعى مع الجهات المختصة لتوسيع الانتشار لخدماتها من خلال افتتاح فروع في بعض مدن المملكة بعد الحصول على موافقة جهات الاختصاص لنتمكن من الوصول لذوي الإعاقة الحركية بخدماتنا قبل أن يصلوا إلينا تخفيفًا عليهم من عناء ومشقة الوصول والتنقل. -هل من كلمة أخيرة؟ * نعم.. من واجبي أن أوضح أن أول وأكبر داعم للجمعية - بعد الله سبحانه وتعالى - هو خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره وأنعم عليه بالصحة والعافية، ثمَّ إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز كان الرئيس الفخري الأول للجمعية، ثمَّ تلاه سمو الأمير سطام بن عبد العزيز - تغمَّده الله برحمته -، ثمَّ سمو الأمير محمد بن سعد، ثمَّ سمو الأمير خالد بن بندر.. والآن سمو الأمير تركي بن عبد الله وجميعهم رعوا الجمعية وكان لدعمهم المعنوي والمادي دور بالغ في نجاحها.. أما وزارة الشؤون الاجتماعيَّة فإنَّ دعمها متواصل وغير محدود. ولا بد من شكر المحسنين من أبناء هذا البلد رجالاً ونساءً الذين ما فتئوا يقدمون الدعم المادي الجزيل وبعضهم يدعم بالمال والوقت والجاه والعمل، لهم جزيل الشكر ودعاؤنا أن يخلف الله عليهم في الدنيا والآخرة. وحركية تحضر الآن لإقامة حفل كبير تقدم فيه القائمة الذهبية للداعمين لها ويَتمُّ من خلاله تكريمهم بإذن الله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.