أنهيت قبل أيام دورة الإنعاش الرئوي القلبي في أحد المستشفيات الخاصة- والحمد لله- الآن أستطيع تطبيق الانعاش الرئوي القلبي عند الحاجة بكل فخر وتمكن. مهم جداً قبل التفكير في تعلم مهارة جديدة أو حضور دورة معينة أن ندرك الغرض الحقيقي للتعلم وهل هناك دافع قوي ومحفز لنا للاستمرارية في تعلم المهارة ومعين كلما مررنا بصعوبات في البداية أو أثناء التعلم. فلو أن كل شخص قبل التسجيل في هذه الدورة أدرك الغرض الحقيقي والإنساني منها قبل التفكير في مجرد أنها متطلب إلزامي للحصول على رخصة مزاولة المهنة أو كمتطلب لأنه يعمل في منشأة طبية. إن التدخل السريع وعمل الانعاش الرئوي القلبي لأي شخص قد يسقط أمامنا فجأة وتوقفت نبضات قلبه ولم يتمكن من التنفس سواء كان شخصا بالغا أو طفلا أو رضيعا أو حتى حالات الاختناق وإنقاذ حياته إنما هو عمل إنساني عميق يحمل في طياته معاني كبيرة وقيما عالية. في اعتقادي الشخصي بأننا جميعاً في حاجة ماسة لحضور مثل هذه الدورة لتعلم كيفية عمل الإنعاش الرئوي القلبي المبدئي، فكثير من الحالات فارقت الحياة بسبب تأخر وصول الإسعاف بسبب الازدحام المروري وهذا يحدث كثيراً, ومن هم حول المصاب لا يفقهون كيفية عمل الإنعاش الرئوي القلبي إلى حين وصول الإسعاف، بل إن بعض الحالات تكون في أماكن أبعد ما تكون عن وصول المساعدة، كل الذين يسكنون في القرى والهجر أو من هم في رحلات بحرية في عرض البحر أو من هم يكونون في رحلات برية وخاصة في مواسم الشتاء. إن زيادة الوعي والتثقيف المجتمعي بأهمية حضور مثل هذه الدورات كدورة الإنعاش الرئوي القلبي ودورة الإسعافات الاولية أمر في غاية الأهمية. فلا أحد يعلم متى قد يحتاج إلى المساعدة سواء في المنزل أو المدرسة أو الجامعة أو العمل أو الشارع أو حتى في المسجد. ما يحصل على أرض الواقع حالياً أن من يتعلم ويسجل لحضور هذه الدورة هو إما من يعمل في الكادر الصحي في أحد المستشفيات أو أحد المراكز الطبية أو في إحدى العيادات الخاصة، أو من يرغب في الحصول على رخصة مزاولة المهنة فهي متطلب من ضمن المتطلبات الأخرى لإصدارها. جميل أن تبدأ الجامعات وهي الحاضن الأكبر للطلاب والطالبات بطرح مثل هذه الدورات وأن تقام على سبيل المثال مرتين كل عام بالتعاون مع مدربين مختصين من جمعية القلب السعودية. أيضاً أن تقام مثل هذه الدورات من ضمن الدورات تطوير أداء وكفاءة المعلم خلال العام وفي كل المراحل الدراسية، فالمدارس ميدان خصب لكثير من حالات الاختناق والإغماء في مواسم الاختبارات أو حالات الطوارئ كالحرائق أو الالتماس الكهربائي. فلو أن كل مدرسة من مدارس المملكة قامت بتدريب معلم واحد على الأقل على كيفية عمل الإنعاش الرئوي القلبي المبدئي أو حتى عمل الإسعافات الأولية لكان هناك وعي أكبر وفرصة أكبر لإنقاذ أي طالب احتاج إلى المساعدة بشكل فوري ومباشر. ومن المعلوم أنه كل ماكانت عملية التدخل والبدء في عمل الإنعاش بشكل سريع زادت فرصة إنقاذ حياة الشخص المصاب. ومن الجدير بالذكر هنا أن نسلط الضوء على بعض النشاطات الرائعة التي تقوم بها جمعية القلب السعودية وهي: إصدار مجلتين الأولى هي مجلة جمعية القلب السعودية باللغة الانجليزية وتصدركل أربعة أشهر منذ 15 سنة والثانية مجلة صحة القلب باللغة العربية وتصدركل ثلاثة أشهر منذ 5 سنوات.