كيف سيطلب (العفو والسماح) أصحاب التعليقات المسيئة بحق قتيلة لندن؟! وممّن؟!. كل من كتب تعليقاً مسيئاً، أو (لمز وهمز) في حق هذه المبتعثة - رحمها الله - وفي حق المبتعثات السعوديات الأخريات، هو مُطالب أمام الله أولاً، ثم أمام نفسه بالاستغفار والتراجع عن ما كتب وقال، خصوصاً بعدما بثت الشرطة البريطانية قبل يومين فيديو اللحظات الأخيرة للفتاة التي اغتيلت (بدم بارد) الثلاثاء الماضي، وأظهر الفيديو مدى احتشام وستر (بنتنا) شهيدة العلم؟! لا أعرف بماذا يشعر مطلقو تلك التُهم الآن، ومؤلفو القصص، وآكلو لحوم الأبرياء، للأسف الشديد بمجرّد إعلان خبر مقتل (مبتعثة سعودية) في لندن، سنّ هؤلاء أقلامهم المسمومة، وتعليقاتهم الفارغة عبر تويتر وغيره، لمحاولة النَّيل من هذه الفتاة (البريئة العفيفة)، وكيل التُهم، وإثارة الشكوك حول سلوكيات كل المبتعثات السعوديات، تُحركهم عقول مريضة، وخيالات فارغة، ونظريات سوداوية (مُفزعة)!. التعميم والشمولية من المصائب التي نعاني منها في مجتمعنا، بكل تأكيد نحن لسنا ملائكة، وأبناؤنا وبناتنا المبتعثون في الخارج في نهاية المطاف جزءٌ من مجتمعنا ب(كل أطيافه وثقافاته), منهم من يصيب ومنهم من يخطئ، هناك من يمثلنا ويُشرفنا ونعتز به، وهناك آخرون، ولا تزر وازرة وزر أخرى!. لماذا كان بيننا من استغل (الحادثة) لتشويه صورة الفتاة المسلمة العفيفة التي أظهرت مقاطع (الديلي ميل) احتشامها، والتزامها بحجابها الإسلامي الكامل؟ بل إنّ صحيفة (إندبندت) نقلت عن مفتش في الشرطة البريطانية قوله إنّ زيّها الإسلامي محل ترجيح بكونه سبباً في الاعتداء العنصري ضمن تحقيقات الجريمة، فلماذا بحثنا نحن عن الجانب السيئ في تعليقاتنا؟!. هنا أدعو وأطالب كل من تسرّع في - تعليق - أن يدعو لهذه الفتاة بالرحمة، ويتصدق عنها، لعل الله أن يصفح ويتجاوز عن خطئه، ولعلها فرصة - لوزارة التعليم العالي - أيضاً لإطلاق اسم هذه المبتعثة على إحدى قاعات الجامعات السعودية، لتخليد ذكرها، والاعتزاز بها، ودعم ومساندة لكل مبتعثة تلتزم بحجابها الشرعي، حتى لا يكون الخوف من الاعتداء سبباً في (ترك الحجاب) من المبتعثات!. فهذه الفتاة بحجابها (تمثِّلني وتمثِّل كل سعودي) ولا نزكي على الله أحداً!. وعلى دروب الخير نلتقي .