يزخر الشعر الشعبي بنماذج مشرقة من النصوص لأبرز الشعراء تحث على مكارم الأخلاق والقيم النبيلة وعزّة النفس والعصامية وكل ما له صلة بالعادات الاجتماعية المشرفة المستمدة من الفطرة الإسلامية السليمة، يقول الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- مخاطباً الأمير خالد (أكبر أبناء الشاعر): شقاي يا خالد على المال يغنيك يغنيك عن حاجة قليل المروّه أبيه لك واخوانك اللِّي حواليك رجَّالهم واللي من العمر توّه خلك عليهم ضافياتٍ نواميك تَلقَا بهم في حزّة الضيق قوّة وعمّك تراه ابوك للنفع غاذيك تقديمتك نعله تزيدك علوّه وَبِيك تنفع به رفيقك واهاليك لا تلحق الحاجه قريبٍ دنوّه وافطن لفعل الخير حيثه ينمّيك من قدّم الحسنى لقى الاجر توّه واياك والنّمّام حذرا يناجيك نحّه كما يطرد سروق الضروّه واياك والبطره ترى الزود يغديك والشر جنّب عنه وش لك بسوّه والكذب راس العيب بالك يجي فيك والطيب دامك تقدر الطيب سوّه واياك والعيله ومن حل واديك ايلا قدرت اكسه من الشر نوّه تجنيبة المنقود في الناس تعليك والخايعه تجعل لضدّك جروّه والصبر مفتاح الفرج فيه اوصّيك من حطّه السلم شعق نور ضوّه دينك نجاتك ارض بالفعل واليك وحبل الرجى عن غير مولاك طوّه وصلاة ربي عد من زار واديك عليك يامنهو ختام النبوّه ويقول الشاعر بدر الحويفي حاثاً على الحلم - سيّد الأخلاق - وتوظيف العقل في كل كبيرة وصغيرة من مناحي الحياة: بعض الكلام أخير من ردّه الصمت وان جاء من الجاهل غلط ما جرمته وعن بعض ما نسمع ويهرج تشيّمت وسلم الرجال اهل السلوم احترمته مهما حصل بأسلوب عقلي تحكّمت ورأي الحكيم المعتدل ما لطمته ومنها قوله: بعض الكلام اليا سمعته تلطّمت وفيض المجالس ما ازعجتني نغمته طبعي على تأديب الأخلاق داومت ومن ضاع عن درب السنع ما دعمته وكذلك قوله: أدخل على الله بالخطأ ما تذممت وحق العباد وقدرهم ما هضمته وجو الصداقه ما سهجته ولغّمت معرض عن الغايب ولا آكل لحمته ويقول الشاعر محمد بن ناصر بن صقر السياري -رحمه الله- راصداً بعض الحالات في المجتمع فحواها التركيز على مظهر المجلس وديكوره دون أن يرتاده من يُحتفى به من الرجال، وتحديداً في البيتين الخامس عشر والسادس عشر من قصيدته (ياما.. وياما!!) على الصفحة رقم 112 من ديوانه التي مطلعها: عديت بالرجم الطويل الموالي بطويق كل الناس ما يجهلونه بين البطين وبين حزوى زمى لي فوق الحماده مشرفاتٍ ركونه جلست في راسه وحيدٍ لحالي مدهال شيبان قبل يدهلونه خطلان الأيدي مكرمين السبالي ملح القهر بيدينهم يشغلونه ياما وياما في زمانٍ مضى لي مضيت بأطرافه وهم يقنصونه أقفت عليهم مظلمات الليالي مثل السراب اللِّي زمى الحزم دونه حيٍّ إلى منِّى ذكرته غدا لي مثل الهيام وبالمعاليق كونه ذقنا مرارتها على كل غالي الله يمضيها بستر ومصونه لو انها ما تأخذ إلاَّ الهزالي كان الردي ليراح ما يفقدونه خطوى الكديش اللي من الهم سالي مثل خروف العيد يتنى زبونه لا مجلسٍ بيّن ولا له دلالي وان جا لزومٍ يقصر العلم دونه وخطوى الولد قحزان بدر الكمالي يمشي بدربه والعرب يتبعونه فكّاك عقدات النشب والجدالي اللِّي على الأقراب تضفي ردونه فرقٍ بعيدٍ بين الأول وتالي لا شك بعض الناس ما يبخصونه إلى أن قال: المجلس اللِّي ما تجيه الرجالي وش عاد بالكاشان لو يفرشونه بعض الحزوم أزين على كل حالي ليصار راعي الحزم ربعه يجونه كما أن للصراحة المتناهية والصدق حضورها في الشعر الشعبي الجزل بعيداً عن المجاملة الخادعة في غير محلها التي تضر ولا تنفع يقول الشاعر رشيد الزلامي: يا صاحبي ما للمشاريه داعي قدّام تفرض شرهتك شم يمناك مشاعري ماهيب نقلٍ جماعي أجمع بها حكيك واسوّي سواياك العام قلت إنك طويل الذراعي واليوم أبسحب كلمتي واتحداك دافعت عنك ولا نفعني دفاعي وسويت لك قيمه وكبّرت مركاك وما دام كل اللِّي فعلناه ضاعي ما فيه شيءٍ نطلبه غير فرقاك وعن عزّة النفس والكرامة، وكل منهما تختزل جمال رقي كل ما له صلة بالشعر الشعبي المشرِّف يقول الشاعر والإعلامي مشعل الفوازي: المجلس اللي شاسعاتٍ زواياه لو كان يسعد في وجودك ويسعدك خفّف زياراتك لو اشتقت ل ارجاه لا صار ماهو لا تغيّبت فاقدك