اطلعت على خبر نشر في عدد الجزيرة رقم 15231 وتاريخ 13-8-1435ه بعنوان (بلدية حقل تستعد لاستقبال زوارها بتكثيف الرقابة الصحية)، ومثل هذا الخبر كثيرا مانشاهده في صحفنا وفي نشرات البلديات كإنجازات من أعمال الأقسام الصحية التي يشكرون عليها فهم دائما يبحثون عن كل مايهم صحة المواطن ولكن أعدادهم قليلة والمحلات تزداد بشكل كبير حتى أن نصيب المراقب قد يصل في بعض المدن الكبيرة إلى الآلاف من المحلات التي لايستطيع تغطيتها بزيارته التي قد لا تتجاوز الزيارة الواحدة كل شهر أو شهرين وأحيانا إلى أكثر من ذلك ولهم العذر في ذلك مما يضطرهم إلى التركيز على المحلات الكثيرة المخالفات حماية للمواطنين منهم ومن ممارساتهم التي لا تخلو من أشياء مضرة بالصحة وأحيانا أخطاء قد تكون محرجة للمواطن ومتعبة له حتى لو لم تكن لها أضرار صحية بل قد تكون أضرارها اجتماعية. وما أود أن أذكره أن المراقبين لن يستطيعوا تغطية المخالفات أولا لقلة عدد المراقبين وثانيا لكثر أخطاء المطاعم وتنوعها وأوقات حدوثها بحيث لا يكشفها إلا الزبون الذي يتعامل مع هذه المحلات التي تبيع الأغذية وهو من يستطيع كشف التلاعب والغش والإهمال وسوء النظافة وجودة المقدم لهم وذلك دعما للمراقبين الذين ليسوا شمسا يستطيعون التواجد في كل مطعم بشكل يومي ويشرفون على وجباتهم بشكل دائم طوال اليوم. ليبقى الدور الأهم وهو من يكتشف الخطأ وهو المواطن الزبون لهذه المحلات فما عليه سوى الإبلاغ عن نوع المخالفة ومكانها ليأتي دور المراقبين باتخاذ اللازم في إنهائها وتغريم المتجاوز للأنظمة وإعطاء الزبون حقوقة وحمايته من أي متلاعب بالصحة أو حقوق المواطن والمقيم الذين يستفيدون من خدمات تلك المطاعم ومحلات بيع الأغذية وخصوصا في الصيف مع كثر تلف الأطعمة من حرارة الجو ورداءة التكييف في بعضها وتهاون العاملين بها. وأتذكر قصة حصلت عندما كنت ضيفا على أحد الأقارب وكان بجوارهم محل تموينات وضع الكمبرسر الخاص بثلاجته على الرصيف على ارتفاع حوالي 120 سم على مستوى رأس من يمشي على الرصيف مما تسبب لكثير من سكان الحي بأضرار جراء اصطدامهم به أثناء مرورهم على الرصيف وخصوصا في الليل وعند السؤال من متى معاناتهم من هذه المخالفة قالوا إنها منذ أكثر من 10 سنوات واستغربت من عدم التصرف حيال هذا الخطأ وذلك بسبب جهل الكثير بالأنظمة وسبل التواصل مع المسؤلين عن إزالة مثل تلك الأضرار. عندها اتصلت عل940 وأبلغتهم عن معاناة سكان الحي وطالبت بإزالة هذا الضرر وأعطيتهم كافة البيانات واتصل بي بعدها وكيل بلدية العليا للخدمات محمد السياري وطلب مني المعلومات بالصور والعنوان كاملا وأرسلتها وبكل احترام قال أمهلنا قليلا فأخبرته أن الموضوع له 10 سنوات ولن يؤثر فيه عدد من الأيام وفوجئت أن أحد سكان الحي يتصل بي وقال تمت إزالته في مدة لم تتجاوز اليومين وأبعد عن المارة عندها أدركت أن الخلل ليس في البلديات ومراقبيها بل فينا نحن الذين لا نبحث عن الأسباب في إزالة الأضرار التي تعترضنا ومع هذا التجاوب السريع من أقسام البلديات وخصوصا أقسام الخدمات وألأقسام الصحية يستوجب علينا أن نفعل دور المواطن ليكون هو المراقب الأول وعين البلدية لصحته وراحته هو فشكرا لبلدية العليا ودعوة للجميع في المساهمة بالتبليغ عن كل مايضر بالمواطن سواء فيما يخص الإنسان نفسه أو أفراد الحي.