اطلعت على ما نُشر في جريدة الجزيرة في العدد رقم 15213 وتاريخ 25/ رجب / 1435ه حول الجهود التي تبذلها وزارة المياه والكهرباء وبخاصة شركة المياه الوطنية لإيصال المياه العذبة للمواطنين. وأود إن أعلّق على هذه الجهود وألفت نظر المسؤولين إلى أنه منذ ما يقرب من شهر وحي المصيف بشمال الرياض يشكو من قلة إمدادات المياه، وهذا الحي من أكبر أحياء شمال الرياض، وأقدمها، وأكثرها سكاناً، والماء يصله في العادة (24) ساعة في الأسبوع من الساعة الواحدة ظهراً حتى مثلها في اليوم الذي يليه، وفي بعض أجزائه لا يصل الماء إلا ساعات قليلة محدودة، ونحن ننتظر تجاوب الشركة الوطنية للمياه للتدخل وحل المشكلة وتعميد الصيانة، صحيح أننا نعوّض بصهاريج مياه مجانية، ولكن هذا الإجراء حل مؤقت، وليس حلاً دائماً، فهو لا يشفي غلة المستهلك، ويتعبه، ويكلّف الدولة كثيراً، ولا أدري كيف تتم عملية توزيع المياه في مدينة الرياض؟! وبهذه المناسبة نقدّر دور الشركة في إيصال المياه لسكان بعض الأحياء الأخرى التي لا ينقطع عنهم الماء أبداً، وفي بعض الأحياء يصل فترات معينة ولكنه قوي، وبعضها يصل فيها لفترات معينة ولكنه ضعيف. نود من المسؤولين إعادة النظر، وجدولته جدولة دقيقة تحقق العدالة للجميع، وقد يكون للشركة شيء من العذر في قصور المتابعة لجدولة المياه في مدينة الرياض، المدينة المترامية الأطراف، الكثيرة الأحياء، ولكنها من جانب آخر قد لا تعذر لما تملكه من إمكانات مادية وبشرية ولما عندها من تقنية عالية، ولما لها من سمعة طيبة، ومكانة مرموقة بين الشركات العاملة في هذا المجال، حصلت بموجبها على جائزة دولية كبيرة، ومن المفترض أن تكون هذه الجائزة دافعة إلى مزيد من العطاء الثر، والأداء الجيد. إننا نأمل من الرئيس التنفيذي للشركة ومعاونيه الكرام النظر بعين الجد في هذه المعاناة التي يعانيها سكان حي المصيف، وبالأخص المربع الذهبي (الجنوبي الغربي) وغيره من الأحياء التي تعاني المشكلة ذاتها، إنها معاناة شديدة لا يحس بها إلا من تكبدها، ولا يدركها إلا من أصيب بها، أتمنى أن يتحول إلى واقع ملموس، وأن تنتهي معاناة حي المصيف وغيره من الأحياء من مشكلة انقطاع المياه. إن سكان حي المصيف ينتظرون الماء وهم أمانة في أعناقكم؛ فأعطوا هذه الأمانة حقها، وابحثوا عن أسباب المشكلة، وأوجدوا الحلول العاجلة اللازمة لها، أعانكم الله وسدّد على طريق التوفيق والحق والعدل خطاكم، والله من وراء القصد.