يعاني حي المصيف أحد أكبر أحياء شمال الرياض وأهمها وأكثرها سكاناً بخاصة الجهة الجنوبية الشمالية منه (المربع الذهبي) من ضعف ضخ المياه حينا وانقطاعها أحياناً، وفي كل فترة من فترات الضخ المحددة نتصل بشركة المياه الوطنية، ونسمع كلاماً معسولاً، ولكننا لا نجد حلاً معقولاً فنضطر إلى اللجوء لتجار الماء الجشعين، لسد حاجتنا من المياه. ولا أكتكم أنه عندما أسندت أعمال المياه والصرف الصحي إلى الشركة الوطنية للمياه فرحنا فرحاً شديداً ظناً منّا أنها ستكون ملبية لرغبات المواطنين، ومحققة لتدفق المياه إلى كل أحياء العاصمة، ولم نر ما يساوي هذه الفرحة، والتمسنا لها العذر في البداية، ولكن الوقت طال فبدأ الفرح يتبخر، وبدأ الإحباط يتسرب إلى النفوس يرافقه شعور بعجز الشركة عن القيام بالمهام المسندة إليها وبخاصة في مجال ضخ المياه وتوزيعها إذ الماء هو الحياة، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال ولو لمدة وجيزة. صحيح أن الشركة أوجدت بعض الحلول ومنها: إعطاء صهريج ماء مجاني للمشترك الذي لم يصله الضخ وهو حل جيد لكنها ربطته بشرط وهو أن يكون في المدة المحددة للضخ، والمشترك قد يجهل أو ينسى وقت الضخ، أو قد يعرفه ولكنه يتوقع وصول الماء إلى منزله في كل لحظة فلا يطلب الصهريج فيفاجأ بانتهاء مدة الضخ ويرفض طلبه للصهريج لأنه لم يطلبه أثناء مدة الضخ فلا بد من حل لهذه الاشكالية من ناحية، ولا بد من ناحية أخرى من العمل على عدم انقطاع المياه، وضعف الضخ، والحرص على العدالة في التوزيع فالملاحظ أن بعض الأحياء لا ينقطع عنها الضخ أبداً، وبعض الأحياء تشكو من عدم الضخ لفترات طويلة، وبعضها تارة وتارة، فمن المسؤول يا ترى عن ذلك؟! وإذا أرادت الشركة الوطنية للمياه تحقيق رؤيتها وأهدافها ورسالتها التي يسمعها المتصل بالشركة من جهاز التسجيل فعليها أن تعمل بجد على إيصال المياه لكل الأحياء بانتظام، وأن تكون عادلة في التوزيع، وأن تتابع مشكلات الشبكات بسرعة وجدية، وأن تولي شكاوى المواطنين ما تستحقه من اهتمام ومتابعة حسب توجيه ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة الذين يحرصون - وفقهم الله وحفظهم - على مصلحة المواطنين، وتحقيق أمانيهم في عيشة راضية هنية لا تنغصها أي مشكلات. وفي الختام أسأل الله أن يوفق القائمين على هذه الحركة، وأن يستشعروا عظم الأمانة، وثقل المسؤولية الملقاة على عواتقهم في مرفق من أهم المرافق، والذي يمس حياة الناس بشكل مباشر حتى يقوموا بعملهم على أكمل وجه ويولوه ما يستحقه من اهتمام وعناية، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل، 13/9/1431ه. د. عبدالعزيز إبراهيم الفريح عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية