من أعظم نعم الله تعالى، وأكبر أفضاله، أنه شرع لنا طرقاً كثيرة، وأساليب متعددة، للتقرب إليه تعالى، واكتساب الأجر والمثوبة ولعمل الخير. قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (77) سورة الحج، وقال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (104) سورة آل عمران. ولعل من أهم أعمال الخير تلك الأعمال التي يصل نفعها إلى الآخرين، وعلى وجه الخصوص إلى المحتاجين والمعوزين، والفقراء، والتخفيف من معاناتهم، ومسح دموع أبنائهم، وإدخال السرور عليهم. ويأتي في مقدمة هؤلاء تلك الأسر التي ابتلاها الله بسجن عائلها الذي كان يسعى إلى إعالتها، والإنفاق عليها، أو السجين الذي أفرج عنه، وقد فقد عمله ومصدر رزقه. وهناك طرق كثيرة للتخفيف عن معاناة هؤلاء بدون أي عناء أو مشقة، وبمبالغ زهيدة لا تعد شيئاً. قد يسأل البعض: كيف نعرف هؤلاء المحتاجين؟ وما هي الطرق الميسرة لمساعدتهم؟ إلى غير ذلك من الأسئلة. والجواب عن ذلك أن لجنة (تراحم) الخيرية لرعاية أسر السجناء والمفرج عنهم قد استحدثت فكرة مبتكرة جميلة، هي سداد فواتير أسر السجناء والمفرج عنهم عن طريق الإنترنت، عبر موقع رحماء الرسمي (htt://goo.g1/xuCjcV). ومعظم هذه الفواتير بمبالغ قليلة، مع ما فيها من المنافع الكثيرة، فهذه صدقة خفية لا يعلمها إلا الله، وفيها تفرج كربة مسلم، وفيها تيسر ما يطلب عن معسر، وتساعد الأسر على مذاكرة أولادهم، وتقيهم الحرارة الشديدة عن طريق التكييف، إلى غير ذلك مما لا يعد من المصالح والمنافع، وهي لا تتطلب أي مشقة؛ فيمكنك أيها المسلم المريد للخير أن تفعل هذا الخير وأنت جالس في بيتك. فهي طريقة لكسب الحسنات وتفريج الكربات بأسهل الطرق.