تحتفل دول الخليج العربية هذه الأيام بمرور ما يقارب 33 سنة على إنشاء هذا المجلس، الذي نتمنى أن يحقق أمنيات وتطلعات شعوب دول الخليج العربي، ويكون سببا لتكاتف وتعاون واتحاد هذه الشعوب الطيبة المباركة فيما هو نافع وصالح لهم جميعا بعد كل هذه المدة الطويلة!!! وقد تم مؤخراً مناقشة تكوين اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماع سابق لمجلس الدول الخليجية، ولعله يكون قوياً وداعماً لهذه الدول، بعد أن يتم إقراره وتنفيذه قريباً -بإذن الله تعالى- ولصالح دول الخليج، والدول العربية والإسلامية. وقد نادى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى تحويل (مجلس التعاون الخليجي) إلى (الاتحاد الخليجي) وذلك تحقيقاً لمبدأ الاتحاد، والقوة، والصالح العام لأمتنا الكريمة المنصورة -بإذن الله تعالى- ودرءًا لتجاوزات الأعداء، ومن تسوّل له نفسه التدخل في شؤون دولنا الخليجية، أو من يسعى من وقت لآخر لا أعانه الله إلى بث الفرقة والفتنة بين صفوف الإخوان أو الجيران! وقد وصف سياسيون واقتصاديون دعوة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، أمام قمة مجلس التعاون الخليجي، التي عقدت بالرياض مؤخراً، لتحويل المجلس، إلى اتحاد خليجي، بأنه حدث تاريخي يؤكد عمق الرؤية الوحدوية لخادم الحرمين الشريفين، وحرصه على استلهام عبر التاريخ، والاستفادة من دروسه، ولعل «الاتحاد الخليجي» المرتقب سيكون -بإذن الله- كما يؤمل الكثيرون حائط صد قوي ضد هذه المخططات الإقليمية، التي تركز على المكون العربي والخبرات التاريخية والثقافية، من خلال كتابة الأنماط الاقتصادية والسكانية، كلبنة أساسية لتكون اتحاداً قوياً ضد كل محاولات التشكيك والتهميش والاندثار. وأن تلك الدعوة هي بالفعل خطوة أساسية ومطلوبة، في الوقت الذي تكثر فيه حالات الاستقطاب الحاد، سياسياً واقتصادياً، في المحيط الإقليمي والعربي، والدعوة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين كما ذكر المتخصصون في هذا المجال: تمثل تطوراً طبيعياً لمجلس التعاون الخليجي، على طريق الوحدة الكاملة اقتصادياً وسياسياً، وهي أيضاً دعوة لاتحاد خليجي، ورؤية واقعية لأحلام شعوب الخليج، والمنطقة عموماً. وهي تعتبر وحدة خليجية متكاملة، تصب في مصلحة الشعب الخليجي المسلم خاصة، والشعب العربي المسلم عامة، وذلك لتجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد» والمعروف أن بلادنا مستهدفة في أمنها واستقرارها، ونشير بوضوح إلى التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لدول الخليج. وقد تحدث خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كثيراً عن اهتمامه بهذا الشأن الخليجي، كي نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ومن القرارات الصعبة والمهمة لأمتنا العربية والإسلامية، الانتقال من التعاون إلى الوحدة، وهو قرار لصالح الأمة، بما يزيدنا قوة ومنعة لمواجهة التحديات، التي قد تواجه أمتنا الإسلامية والعربية، خاصة في أيامنا هذه، التي تشهد تغيرات كبرى وتاريخية مهمة، لهذا ينبغي أن نعمل جميعاً، كأسرة خليجية واحدة، متكاملة ومترابطة، تحكمها شريعة الله تعالى الغراء، وسنة نبينا -محمد صلى الله عليه وسلم- وفق منظومة إسلامية عربية خليجية، تخدم المجتمع الإسلامي والخليجي في آن واحد، ونقول: اللهم حقق لأبناء الخليج كل ما يصبون إليه من خير ورفاهية وأمن وأمان بإذن الله تبارك وتعالى.