وقعت مواجهات بين الأمن التونسي ومتظاهرين محتجين على الحكومة صباح أمس في ولاية سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية، على خلفية رفض المتظاهرين عودة الوالي لمزاولة نشاطه. وتفطّن المعتصمون ضد الوالي إلى تسلله إلى مقر ولاية سيدي بوزيد فجر أمس فاقتحموا المقر لإخراجه، وفي هذه الأثناء تدخلت قوات الأمن، ما أدى إلى نشوب مواجهات، واستعمل الأمن الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن تسجيل عديد من الإصابات في صفوف المحتجين. من جانبه، أكد مصدر أمني في تصريحات إعلامية أن التحريات الأوَّلية في قضية تهريب الأسلحة التي تم إحباطها في مدينة بن قردان تشير إلى اعتراف المتهم في العملية بأن الأسلحة التي كان ينقلها كانت في طريقها إلى ولايات صفاقس وسوسة والمنستير لتُستخدَم في عمليات إرهابية لضرب الاقتصاد التونسي. وأشارت التحريات أيضاً إلى أن شحنة الأسلحة التي تتكون من قذائف وقنابل وأسلحة نارية وقع شراؤها من قِبَل المتهم من مدينة بن قردان بعد أن دخلت عبر الحدود البرية الليبية إلى تونس بواسطة مهربي الأسلحة، وأفادت معلومات أخرى بأنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها المتهمون في عملية بن قردان في تهريب شحنة من الأسلحة. ووفق آخر الأخبار الواردة من جبل الشعانبي حيث تدور المواجهات بين الجيش التونسي والإرهابيين، تمكنت القوات المسلحة من القضاء على عشرة عناصر إرهابية واعتقلت ثلاثة آخرين في ساحة المواجهة في منطقة أولاد نصرالله في القصرين. وأفاد مصدر بأنه تم استهداف المجموعة الإرهابية بالمدفعية في مرحلة أولى، مما أسفر عن مقتل عشرة عناصر واعتقال ثلاثة منهم في حين جرى إسعاف أحدهم. وفي مرحلةٍ ثانية، تولت الفرقة الخاصة من المشاة البحرية في بنزرت وفرقة المشاة في بئر بورقبة بالتعاون مع قوات الجيش تمشيط أماكن القصف في منطقة نصرالله ومحمية جبل الشعانبي. وبعيداً عن صوت المواجهات، التقى رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، رئيس حركة نداء تونس، الباجي قائد السبسي، صباح أمس في قصر قرطاج، للتشاور حول الوضع الدقيق الذي تعيشه تونس منذ مدة وتنامي خطر الإرهاب فيها، فضلاً عن السبل الممكنة لتجاوز هذا الظرف لتجنيب البلاد الوقوع في منزلق العنف. وعقب اللقاء، اعتبر السبسي أن تونس تمر بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية خانقة وغير مسبوقة في تاريخها، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة للخروج منها وإيجاد حلول جماعية لها. وأوضح أن المعارضة وصلت إلى توافق بشأن الخيارات المطروحة أمام البلاد لتجاوز عنق الزجاجة، يقوم على وجود أطراف من السلطة الحاكمة تؤمن بالحوار، قائلاً «مع الأسف هذا أمر غير موجود في الوقت الراهن، وهنالك من الأحزاب الحاكمة التي لا يهمها إلا البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة». ونبَّه رئيس «نداء تونس» إلى أن تجاوز هذا الظرف الصعب لا يكون إلا بتوافق عريض وبوحدة وطنية «خاصةً أن البلاد مستهدفة من قِبَل بعض التيارات»، معتقداً أنه يمكن لرئيس الجمهورية لعب دور كبير في تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء لبلوغ هذا الأمل. كما بيَّن السبسي أن الوقت يداهم الجميع، وأنه «لا يمكن للأمور أن تتواصل على ما هي عليه الآن، ولا يمكن مواصلة الالتجاء إلى تحكيم الشارع لأن الخسارة ستكون جماعية والخاسر الأكبر سيكون تونس»، مضيفاً أن حزبه يأمل في بلوغ حلول للأزمة في أقرب وقت ممكن للوصول إلى انتخابات شفافة وتعددية.