أظهر تدفق المصريين العاملين في الخارج تفاؤلهم بمستقبل بلادهم بعد التغيير الجديد، فقد كشفت الاعداد الكبيرة التي توجهت إلى السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، ان المصريين حريصون على المشاركة في عرس الديمقراطية المتمثل في انتخابات الرئاسة، وقد سجلت الأيام الأربعة التي خصصت للانتخابات أرقاماً جديدة فاقت كل الأرقام السابقة في مناسبات التصويت على استفتاء الدستور أو الانتخابات الرئاسية السابقة، وهو ما اعتبره المراقبون على أنه مؤشر عملي على تأييد المصريين لما جرى في بلادهم من تغيرات عدوها ايجابية، ولذلك جاء اقبالهم وبكثافة على مقرات السفارات والقنصليات للتصويت دون النظر لمن صوتوا. الأرقام أشارت إلى أن أكثر من 163 ألف ناخب قد صوتوا حتى مساء يوم الأحد في الرياضوجدة وانقضاء مساء اليوم الاثنين الذي مدد فيه الانتخابات حسب توجيه اللجنة العليا للانتخابات في مصر لاستيعاب كثافة التصويت في الخارج فإن المتوقع أن يتجاوز عدد المصوتين في المملكة العربية السعودية المئة وسبعون ألف مصوت، وهذا بدوره سوف يصل بأرقام الناخبين المصريين في الخارج إلى قرابة النصف مليون، مما يؤكد رضا المصريين مما أنجز من خارطة المستقبل حتى الآن. هذا ما لمسه المراقبون وما فهموه من مؤشرات على الحجم الكبير لتدفق الناخبين المصريين، وسوف تتضح لهم الصورة أكثر عن صاحب الحظوة لدى هؤلاء الناخبين بعد أن يتم الاعلان عن النتائج بعد فرز أصوات المصريين في الخارج، والتي تعد مؤشراً كبيراً لمن سيحصل على المركز الأول من بين المتنافسين المشير عبد الفتاح السيسي والأستاذ حمدين صباحي. ومع أن المتابعين للانتخابات لاحظوا الكثير من المصريين يحملون صوراً ولافتات تؤيد للمشير السيسي، إلا أنه لم يخل المشهد من صور وتأييد لحمدين صباحي، وهو ما يكشف عن التنافس والعملية الانتخابية التي تسير بصورة جيدة، وأنه لا توجد هناك املاءات ولا ضغوط للتصويت لشخص بعينه، ولكن هذا لا يمنع من رصد تأييد كبير للمرشح عبد الفتاح السيسي والذي يتناسب -إلى حد ما- مع ما هو ملاحظ داخل مصر لأن المشير السيسي يعط الأمان والثقة أكثر للشعب المصري المتعطش للأمن الذي اختل في السنوات الثلاث الماضية.