حصل شيء غريب في الزمن الماضي. قبل عشرات القرون، وتحديدًا في سنة 600 قبل الميلاد، تولّى اليوناني دراكو تشريع القانون الجديد، فأزال القانون الشفهي القديم ووضع مكانه قانونًا مكتوبًا أكثر ترتيبًا، وعكف دراكو على محاربة الفساد والجريمة حتَّى امتنّ له الناس، ولما كان يزور مسرحًا في إحدى المُدن كان هناك جمهورٌ كبيرٌ يحييه، فرحب به الناس وشكروه وقذفوا عليه الهدايا كالملابس (وإهداء الملابس بالرمي شيء شائع ذاك الوقت)، فسُرَّ دراكو بذلك، وانهالت عليه الهدايا والأقمشة في الشارع، وزاد عددها جدًا وهي تُهال عليه بلا توقف، حتَّى أخيرًا دفنته الهدايا ومات دراكو مختنقًا! نهاية غريبة لا يتوقعها الشخص! غير أن هذه الغرائب تحصل أكثر مما نظن، ففي نفس المكان والزمان بعد سنوات قليلة كان الأديب اللامع إسخيليوس (والذي يُسمّى بأبي أدب التراجيديا) خارج بيته. كان في العراء، جالسًا، متوجسًا، ذلك أنّه قال لمن حوله: إن هناك نبوءة تقول: إن إسخيليوس سيموت لأن شيئًا سيسقط عليه، ولأنه خشي من الأشياء التي في بيته أن تسقط عليه خرج ليحمي نفسه، فأتى صقر يحمل سلحفاة كبيرة وأسقطها على صلعة إسخيليوس ظانًا أنها حجر - وكان يريد كسر قوقعة السلحفاة ليأكلها - فسقطت على رأس الأديب وقتلته! مثل هذه القصص لا توجد فقط في التاريخ القديم بل حتَّى في عصرنا هذا هناك الكثير من القصص الحقيقية، ومن ذلك ما حصل في إفريقيا، فقد تقاذف متابعو كرة القدم في دولة الكونغو الإفريقية اتهامات السحر عام 1998م بعد حادثة عجيبة فريدة من نوعها. كان الفريقان منفصلبن، أحدهما في جزء من الملعب والآخر على الجزء المقابل، وكان هذا بعد فترة من اللعب استقرت فيها النتيجة على تساوٍ في الأهداف وكان كلا الفريقين قد أديا أداءً حسنًا، ثمَّ شاء الله أن تنزل صاعقة، وأبرز ما فعلته الصاعقة أنها قتلت أحد الفريقين كاملاً! كانوا قد أتوا من مدينة أخرى ليلعبوا ضد فريق تلك المدينة، وكرة القدم هناك مقدسة فيما يبدو، ففرق الكرة تعودت إتيان السحرة ليعينوهم على الفوز! وهذه العقلية هي ما رسّخت الفكرة لدى مشجِّعي الفريق القتيل والذين أيقنوا أن السحر هو السبب، أما السبب الحقيقي فهو أن الفريق المشؤوم كان يلبس نوعًا من الأحذية يختلف عن الفريق الآخر، وكانت الأحذية تحوي قطعًا معدنية من صُنع شركة تعاقدت مع الفريق ليلبسوا أحذيتها كنوع من الدعاية، وكان في تلك الرِّعاية الرسمية حتفهم. وخذوا قصة رجل الشلال. بوبي ليتش وضع نفسه في برميل خشبي وترك مياه نهر نياغرا تحمله نحو الشلال الذي ينتهي به النهر (شلالات نياغرا الشهيرة)، فلما وصل لحافة النهر سقط مع الشلالات من ارتفاع 16 طابقًا، وكانت الصدمة قاسية لكنها لم تقتله، وبعد العلاج عاد سليمًا كما كان بعد بضعة أشهر، ثمَّ ذات يوم كان يمشي وزلق على قشرة برتقالة ومات! انكسرت ساقه وأصابتها الغرغرينا وساءت حالته حتَّى توفي. أحيانًا في الواقع البشري .. الحقيقة أعجب من الخيال!