أرجو ألا يُصاب نجما الكرة الإيطالية (باولو مالديني) و(كريستيان فييري) بالتخمة من كثرة الولائم السعودية التي قدمت لهما في الأيام الماضية!. جدول النجمبن العالميين كان مليئاً بالدعوات بدءاً من الكبسة، وانتهاءً بأشهى أنواع الأطعمة العثمانية، الأسطورة (مالديني) قال للصحفيين السعوديين بالرياض - أمس الأول -: إنه لا يفكر في العمل بمجال الرياضة السعودية، ولكنه قد يعود زائراً أو سائحاً بفضل الحب وزخم المعجبين والجماهيرية الجارفة التي لقيها هنا؟!. معظم الأجانب الذين يزورون السعودية يحرصون على الالتزام ببعض العادات والتقاليد، أذكر هنا أن أحد رواد الفضاء السابقين كان يحرص على استلام (فنجان القهوة) بيده اليمنى، ويهزه بعد الانتهاء منه كناية عن (الاكتفاء)، عند زيارة وفد من مستكشفي الفضاء السابقين لمتحف صقر الجزيرة في نوفمبر 2012م؟!. لعل خروج الآلاف من المُبتعثين، ساهم أيضاً في نشر الثقافة السعودية، انظر لعشرات المقاطع المُحملة في اليوتيوب، لتعلم الأجانب للثقافة السعودية بدءاً من الملابس، وانتهاءً ببعض العبارات الترحيبية؟!. وهذا تأكيد أن ثقافات الشعوب لم تعد سراً، واليوم باتت كل المجتمعات مكشوفة لبعضها البعض، بفضل التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي!. مجلة (فوكوس) نشرت هذا الأسبوع أغرب ثقافات الشعوب العالمية، ومنها الثقافة الايطالية التي تُحتم على الضيف (المعزوم) حمل هدية معه لصاحب الوليمة أو (المُضيف)، وهو ما لم نره من النجمين الإيطاليين، كما أن تناول الطعام في إيطاليا يخضع لضوابط صارمة، شبيهة بتلك المُتبعة في المطاعم اليابانية والتي تحرج (المعزب) وضيوفه في طوكيو دوماً، مع ندرة تقديم الدعوات هناك بالطبع، لأن عزيمة شخصين أو أكثر تحتاج إلى ميزانية مستقلة، إضافة لصعوبة التقيد بطقوس جلب الطعام، وشرب بعض المشروبات والأعشاب الساخنة الشبيهة (بالشاي الأخضر) لتسهيل عملية الهضم؟!. ما يميز الإيطاليين بالإضافة (للباستا والبيتزا)، هو طقوس شرب القهوة؟!. فهناك قواعد (نهارية وليلة) يجب التقيد بها، فتناول (الإسبريسو) عند الإيطاليين بعد الاستيقاظ من النوم فقط، أما (الكابتشينو) فيشرب مع الإفطار، وليس بقية اليوم!. أعتقد أن (مالديني) و(كريستيان) لن يفلحا في الإجابة على سؤال: متى يشرب السعوديون (القهوة العربية)؟!. لأن الإجابة ستكون في الصباح والمساء، في الأفراح والأحزان، بما في ذلك (الكابتشينو) و(الإسبريسو) أيضاً!. وعلى دروب الخير نلتقي.