دار حديث في أحد الصالونات الأدبية قبل أيام قليلة ماضية، فحواه ندرة المختلف عن السائد من الشعر، وليكن المتميز إلى حدٍ - ما - إن عَزّ المتفرّد الذي يفوقه في تصنيف النقاد. وأرجع أكثر الحضور الذين كان محور حديثهم شعر الغزل، السبب إلى أن هذا هو ديدن الشعر الفصيح وصنوه الشعبي، منذ آلاف ومئات السنين الماضية بدليل ندرة النصوص الخالدة في هذا الشأن باستثناء عدد قليل جداً من الشعراء، على اختلاف أزمنتهم المتعاقبة، مثل كعب بن زهير، ويزيد بن معاوية، وقيس بن الملوّح، وأبو صخر الهذلي، وجميل بثينة، وعمر بن أبي ربيعة، وكثير عزّة، والشريف الرَّضي. أما النصوص الشعبية الخالدة في شعر الغزل الشعبي فهي لقلّة أيضاً -حسب وجهة نظر المتحدثين من الحضور- الذين أشاروا إلى أسماء معروفة، مثل رميزان التميمي، والدجيما، وابن سبيّل، وسليمان بن شريم، وتساءل أحد الحضور الذي لاحظت أن تركيزه كان على الشعراء القدماء في الشعر الفصيح والشعبي..!، بقوله لماذا كان شعر الغزل أرق وأعذب..؟! هل كثر الشعراء وقل الشعر؟!، كذلك رأى بعض الحضور بدورهم أن في ذلك إقصاءً وتهميشاً لشعراء رائعين من الأجيال اللاحقة بالأسماء المشار إليها، وأن في جعبة هذه الأسماء ما يفوق -من منظور نقدي- جودة شعر من طُرحت أسماؤهم، وحتى لا تتم مصادرة قناعات أصحاب كلا الرأيين نطرح لمتابعينا وأحبتنا في مدارات شعبية تفاصيل الحوار بحيادية لإثراء النقاش بآرائهم التي نحترمها دائماً. وقفة للشاعر مساعد الرشيدي: هي تِندبَّر أو أقفت ما بها دبره ليت الليالي تقدِّر غربة الساري مدري من اللي من الثاني نفذ صبره لا يا زمن .. من هو البايع من الشاري لا الوجه وجهك ولا النبره هي النبره مدري .. ولكن طرالك يا زمن طاري ماني بجاهل على الشدّات تختبره تشتد يا وقت وإصراري هو إصراري بالقلب ما تعرف العبره من العبْرَه وبناظري غيمةٍ ما تمطر أسراري خلّيت الأحزان بأقصى القلب منثبره يا كثر كذبي على نفسي وأنا داري