غادرت دنيانا واحدة من النساء اللاتي عرفن بعمل المعروف وحب الخير للناس، إنها الفقيدة موضي محمد المانع -غفر الله لها- ودعت الدنيا تاركة بصمات واضحة في مجتمعها، لأنها من سلالة أسرة المانع التي بارك الله فيها ويكفي معرفة بجميل خصالها أنها شقيقة الراحل عبدالرحمن المانع -رحمه الله- الذي ترك إرثاً من الخصال الحميدة وأبناءً هم جيل يحمل من الصفات الجميلة أحسنها، ومن الأخلاق العالية أنبلها، لقد عرفت هذا الجيل الطيب عن قرب عندما رحل شهيد الواجب النقيب طلال عبدالرحمن المانع -غفر الله له- وبحكم التصاقي بالعمل الصحفي ومتابعتي الصحفية فقد تواصلت اتصالاتي بهذا الجيل النقي من أسرة المانع الذي لا يعرف الزيف ولا يقبل التلوين، إنهم الجيل الصادق الواضح الذي يحمل أسمى معاني الطيبة والمعدن الأصيل, وعندما يكون هذا الجيل بهذه الصورة المتفردة فإنني لا أشك لحظة أن الفقيدة -رحمها الله- لن تبتعد عن هذه الصورة الزاهية والجميلة التي ورثها هؤلاء الجيل عن والدهم الفقيد الراحل عبدالرحمن المانع -رحمه الله- الذي هو شقيق الفقيدة موضي المانع -غفر الله لها. لقد رحلت الفقيدة بصمت وهدوء بعد أن تركت صفحات مشرقة سيتلوها من يعرف هذه الأسرة العريقة الفاضلة, رحمك الله أيتها الفقيدة النقية فقد كان مشهد رحيلك محزناً، وغيابك خسارة كبيرة، ووداعك لا شك صعب على محبيك وأسرتك ولكن إيمان الجميع بقضاء الله تعالى وقدره يمنح المؤمنين الصادقين صبراً جميلاً، وقد وعد الله الصابرين بالجزاء الأوفى والمثوبة الحسنة، يقول تبارك وتعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. رحم الله الفقيدة رحمة واسعة, وأسكنها فسيح جناته، وألبس أسرتها وذويها ومحبيها لباس الصبر والتجلد، و (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).