هناك تقصير من جانب الأدباء والمربين والباحثين في حق الأطفال وأن الكتابة للطفل تحتاج إلى ثقافة واسعة وموهبة ومقدرة وإن أدب الأطفال ناحية حيوية وفن متميز يربط العلاقة بين الأدب والطفولة ويؤصل العقيدة السليمة والأخلاق الكريمة والسلوك الرشيد. فالطفل أحوج ما يكون إلى غرس العادات الحسنة والتربية المستقيمة وتوضيح الأهداف التربوية من خلال القصص والروايات فالقصة والرواية وسيلتان من وسائل التعليم والمشاركة في الخبرة والتجربة والتسلية وأن تكون مرآة صادقة للحياة وإبراز أهمية المثل العليا والأخلاق والعادات والتقاليد وتوضيح الأهداف التربوية وأحداث التاريخ الإسلامي خاصة وأن تراثنا الإسلامي حافل بثروة ضخمة من الروايات والملاحم والحكايات وسيرة القادة والعلماء والأدباء والمفكرين المسلمين في العصور الإسلامية المزدهرة للدولة الإسلامية وسيكون ذلك أثره في تربية الأطفال وتعليمهم وتنشئتهم النشأة الإسلامية الصحيحة مع ملاحظة المضمون المناسب لهذا اللون من الأدب. لقد أصبح أدب الأطفال مادة حيوية مهمة وفرعاً جديداً من فروع الأدب العام وظهرت دور نشر متخصصة في طبع ونشر كتب الأطفال واختيار الكتاب المناسب وحسن طباعته وتصويره بالألوان الجذابة والمشوقة للطفل وليستمتع بكل ما فيها، ولعل المهم أن يلاحظ الكاتب اهتمامات كل مرحلة من مرحل الطفولة وميولها وحاجاتها النفسية والوجدانية ومقدرتها واستيعابها .. لكتابة الأدب المناسب بالأسلوب المناسب واختيار الأدب الذي يربطهم بالحياة ويهيئ لهم فرصة المعرفة والإدراك والطموح والآمال وتنمية الوعي وروح التعاون والإحساس والمثابرة والإخلاص وتقوية نواحي الدين والأخلاق وتنمية إدراكه الروحي والفكري وتوسيع آفاقه وتقوية إيمانه بالله وقيامه بواجباته طبقاً لأهداف التربية الإسلامية المثلى.