إن المواقف الصادقة الصلبة التي اتخذها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدعم ومؤازة الشعب المصري الذي هب في 30 يونيو للدفاع عن هويته العربية والإسلامية، هذه المواقف التي يتذكرها الشعب المصري بامتنان وتقدير، سوف تسجلها دواوين التاريخ وسجلاته بفخر واعتزاز لموقف أصيل اتخذه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الشخصية العربية، الإستثنائية، المستنيرة، الواعية، والمدركة لحدود إمكانات وقدرات المملكة العربية ودورها في العالمين العربي والإسلامي. إن الشعب المصري لاينسى ولن ينسى المواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية، فهل يمكن أن ننسى الموقف التاريخي للراحل الفذ الملك فيصل بن عبد العزيز «طيب الله ثراه» مع مصر إبان حرب أكتوبر 73، عندما وضع البترول، وإمكانات المملكة تحت امرة الحق العربي؟، وهل ننسى الوقفة الشجاعة والقوية التي زأر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز «أيده الله» في وجه الصلف الغربي والخيانات العربية في 30-6، الذي أعلنها قوية مدوية، نحن مع ما يريده الشعب المصري، ولن نخذله، كان موقفه حاداً كالسيف، جاءت كلماته قاطعة باترة: لن نسمح لأحد بانتهاك كرامة مصر، هكذا يعرف الرجال، وتعرف مواقف الحكماء. إن الشعب المصري يدرك أنه لا يمكن له الاستغناء عن الشقيقة المملكة العربية السعودية، ذلك منطق التاريخ التليد، وواقعية الجغرافيا، وحكم الجوار، والمستقبل المشترك، فلا شك إن الأحداث الجسام التي عصفت بالأمة العربية في الثلاث سنوات الماضية، فيما أطلق عليه زوراً وبهتاناً ب»الربيع العربي» لقد أعطت تلك الأحداث عمقاً إستراتيجياً، وزخماً قوياً للتحالف المصري السعودي ضد الأرهاب، وضد موجات التطرف الديني، صنيعة الغرب وأداته، هذه العواصف التي هبت على الأمة العربية لمعاونة الغرب في تحقيق مخططاته، وتفتيت دولنا،والقضاء على مستقبلنا، وطمس هويتنا، من هذا المنطلق أتت القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تمثل دعماً إستراتيجياً لمصر يفوق الدعم المادي. إن قرارات خادم الحرمين الشريفين، أتت لتقول إننا ومصر حلفاء في مواجهة الفئات الضالة، وجماعات الإرهاب التي تتخذ من الدين ستاراً لتقويض الاستقرار في بلداننا لخدمة قوى أجنبية معادية، وأخرى إقليمية غير عربية طامعة في منطقتنا العربية، وتأبى المملكة ومعها 90 مليون مصري يحبون المملكة، ويعشقون ملكها، تمرير المخططات الغربية المريضة المدعومة للأسف من بعض القوى الإقليمية. إن الدعم السعودي لمصر بأشكاله المتعددة مادياً، وسياسياً، ولوجيستياً، بلاشك قد ساعد الشعب المصري على تجاوز أزماته، والوقوف صامدا أمام الهجمة الغربية، هذا الدعم الذي أعاد الحياة إلى شرايين واوردة الاقتصاد المصري، وأعاد عجلة الدوران في المصانع إلى العمل بعد أن كانت قد توقفت، كل هذا ساهم بالتأكيد في صلابة الموقف المصري. آن لكل مصري، وعربي، ومسلم، ومنصف يفخر بالمواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين، الذي نذر نفسه لخدمة، شعبه، ووطنه، وأمته، والإنسانية جمعاء، تلك المواقف التي ألجمت الاعداء، وأربكت مخططاتهم، بل وقضت عليها في مهدها، وصانت وحدة مصر الدولة العربية الكبرى صاحبة الجيش العربي الوحيد القادر على ردع بعض الدول الإقليمية التي قد تسول لها نفسها تهديد الأمن القومي العربي. لقد، حققت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين (وأنا شاهد على ذلك) قفزات حضارية استثنائية، لم تحققها دولة في التاريخ، قفزات وضعت المملكة في مقدمة العالم المتقدم، أقول، قفزات لا خطوات، وضعت المملكة في قلب عصر النهضة بمفهوم المستقبل، إن الإنجاز، بل الإعجاز الذي تحقق في المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين تجاوز كل النظريات، وتعدى كل الأحلام والطموحات، لقد حققت المملكة نهضة شاملة في كافة المجالات، انعكست أثارها في كل حدب وصوب، تركت بصماتها على الحجر والبشر، على السعوديين أن يفخروا بملك وعد فأوفى، عمل فأنجز، أدرك فأبرك، حدد ملامح مستقبل شعبه وأمته، فالمواطن السعودي هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بابتعاث تعليمي متاح إلى أعرق وأفضل جامعات العالم، وينعم بخدمات وثروات تفانت حكومته في تقديمها إليه. إن المصانع، والجامعات، والمدارس، والمعاهد، والمساجد، والملايين من الذين تخرجوا في أعرق الجامعات، كلها شواهد حية على إنجازات، ومنجزات ملك صالح، يرى المستقبل بواقعية ملهمة، يتحرك بشعبه وأمته إلى آفاق أرحب وأوسع، ليجنبها مخاطر مؤكدة أومحتملة، الملك عبدالله، رجل استثنائي في زمن استثنائي، استطاع أن يبحر آمنا بأمته وسط الأعاصير، ليجنبها العواصف والأهوال، لقد ترك خادم الحرمين الشريفين بصمات واضحة جلية في مشارق الأرض ومغاربها، وأجزم صادقاً أن ملكا أو زعيما في التاريخ لم يحظ بالحب والشعبية الجارفة التي يحظى بها الملك عبدالله بن عبدالعزبز آل سعود، إن التاريخ حتما سوف يذكر بإجلال، وإبهار، وتقدير، سيرة ملك صنع مستقبلاً مجيداً، وهيأ لشعبه حياة حافلة ثرية، ووضع أمته على جادة الخير والصواب، العظماء وحدهم هم من يصنعون المستقبل، ويعيدون صياغة صفحات التاريخ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رأس هؤلاء.