عقد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون أمس الخميس لقاء بحضور المبعوث الأميركي مارتين أنديك في مسعى لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة قبيل انتهاء المهلة المحددة لها في 29 نيسان/أبريل. وتم تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده الأربعاء حيث ألمحت إسرائيل بأن التأجيل له علاقة بمقتل ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة، بينما أشار الفلسطينيون الى أن التأجيل يهدف الى تمكين المبعوث الأميركي مارتين أنديك من المشاركة. وعقد لقاء بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين الأحد دون حضور أنديك الذي توجه الى واشنطن لعقد مشاورات بعد اجتماع ثلاثي في العاشر من نيسان/أبريل الماضي. وتشهد عملية السلام مأزقاً منذ رفضت إسرائيل الإفراج في 29 أذار/مارس عن دفعة رابعة وأخيرة من الأسرى الفلسطينيين. واستؤنفت مفاوضات السلام المباشرة في تموز/يوليو الماضي بعد توقفها ثلاث سنوات، إثر جهود شاقة بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي انتزع اتفاقاً على استئناف المحادثات لمدة تسعة أشهر تنتهي في 29 نيسان/ابريل. وبموجب هذا الاتفاق وافقت السلطة الفلسطينية على تعليق أي خطوة نحو الانضمام الى منظمات او معاهدات دولية خلال فترة التفاوض، مقابل الأفراج عن أربع دفعات من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل منذ 1993. وتم الإفراج عن ثلاث دفعات من الأسرى، لكن إسرائيل اشترطت للإفراج عن الدفعة الرابعة أن يتم تمديد المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان/ابريل. لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الشرط المسبق وقرروا التقدم بطلب انضمام فلسطين الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية. وأشار الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأربعاء بأن «المفاوضات مستمرة حتى 29 من الشهر الجاري» مؤكداً المطلب الفلسطيني بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين. وحول تمديد المفاوضات، أشار أبو ردينة «ستتمحور النقاشات حتى 29 من الشهر الجاري حول القضايا كافة، خصوصاً إمكانية التمديد، وما هي الأسس التي يمكن أن تسمح بالتمديد. ونحن منفتحون بالنقاش مع الجانب الأميركي للوصول الى هذه النتيجة». وقالت صحيفة هارتس الإسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح لوفد برلماني إسرائيلي زاره في رام الله أنه مصر على إطلاق سراح 14 أسيراً من عرب إسرائيل ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى. وأشارت الصحيفة الى أنه في حال تمديد مفاوضات السلام فإن عباسيرغب في أن تكون الأشهر الثلاثة الأولى «مخصصة لإجراء نقاشات جادة حول الحدود». ويريد الفلسطينيون دولة على أساس حدود ما قبل حزيران/يونيو 1967 قبيل احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. وبحسب القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) طالب بنقل 10 أسرى من الدفعة الرابعة المؤلفة من 26 أسيراً الى قطاع غزة او ترحيلهم الى الخارج.