يعد الأمر الملكي الكريم القاضي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد امتداداً للرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين التي تدرك بأن الوضوح في ترتيب بيت الحكم في المملكة العربية السعودية هو من أهم ضمانات الاستقرار المستقبلي من كافة النواحي على المستوى المحلي والعالمي، ومن أهم أسباب الحفاظ على المكتسبات الكبيرة التي تحققت وستتحقق للمملكة بإذن الله تعالى. إن الأمير مقرن هو رجل دولة متمرس، إذ يمتلك من الحصافة واللباقة ما يجعله جديراً بهذا المنصب الحساس بكل جدارة حيث يتميز بسمات شخصية كثيرة منها أنه ذو خلفية عسكرية في القوات الجوية الملكية وصاحب تجارب إدارية ثرية في إمارة منطقة حائل، حيث عمل فيها ما يقارب العشرين عاماً فكان مثالاً للأمير الناجح المحبوب وشهدت المنطقة في عهده قفزات إدارية خاصة ما يتعلق بالأمن الغذائي والتطوير الزراعي، ثم أميراً لمنطقة المدينةالمنورة ما يقارب ستة أعوام وكان فيها نموذجاً للإداري المصلح المطور، حيث في عهده بدأ التحول الكبير نحو التعاملات الإلكترونية بصورة متقدمة وقد جاءت نتائجها رائعة، ثم تقلد بعدها رئاسة الاستخبارات العامة وظل رئيساً لها مدة سبع سنوات ما أعطاه أفقاً واسعاً في الاطلاع على مجريات التطورات العالمية وآلية التعامل مع التوجهات الدولية. ثم توج ذلك بالعمل مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثاً خاصاً له ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء فكان قريباً من دائرة صنع القرار في أعلى هرم الدولة. إن تكامل شخصيته الإدارية من حيث المعرفة بالإدارة المحلية خلال عمله بإمارات المناطق ووعيه الدولي خلال عمله في رئاسة الاستخبارات العامة هيأه لأن يكون إحدى الشخصيات المهمة في قيادة هذه الدولة المباركة وساعداً فتياً لخادم الحرمين الشريفين في الفترة المقبلة. وإلى جانب أن سموه الكريم رجل دولة حصيف فإنه يحمل العديد من السمات الشخصية التي جعلته شخصية محبوبة نظراً لذكائه الاجتماعي في التعامل مع كافة فئات المجتمع، وكرم أخلاقه، وتواضعه الجم، وحبه للعدل بين الجميع مع ابتسامة لا تفارق محياه. وإنني إذ أؤكد البيعة لسموه الكريم فإنه يسرني أن أرفع باسمي شخصياً ونيابة عن منسوبي جامعة القصيم خالص التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله تعالى على اختيار الأمير مقرن ولياً لولي العهد، كما نبارك له الثقة الغالية ونسأل الله المولى القدير لسموه العون والتوفيق، كما نسأله جل شأنه أن يديم على هذه البلاد الطاهرة نعمة الأمن والاستقرار في ظل قائد المسيرة، ورجل الإنجازات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله جميعاً.