إن نظرة على توجهات بعض الكتاب في فرض الأدب الواقعي في عالمنا العربي سواءاً كان في الشعر أو في الرواية أو في القصة نجد أنه اتخذ منحى مناقضاً لرسالة الأدب العربي وأصبح مستسلماً للنمط الأدبي في الغرب الذي لا يهمه أخلاقيات الأدب إنما يهمه النص الأدبي أما ما يتضمنه النص من عبارات وكلمات خادشة للحياء والسناريو الذي تكتب فيه ومثال ذلك ما نجده في كتابة الرواية فهذا أمر عادي وهذا ما نشاهده عند كتاب كبار في العالم العربي كتبوا في ظل هذه الأجواء متنكرين لقيم وأصالة أدبهم العربي الذي يرجع إليه الفضل بعد الله في تكوينهم الأدبي الذي حاذوا عنه وأصبحوا عاقين له ولم يتوقف الأمر عند ذلك حيث البعض منهم يصف الأدب في بلده بأنه أدب واقعي وكأنه وصي على الأدب في بلده يمثله من خلال كتاباته ويروج لها داخل وطنه وفي المحافل الأدبية وقد انعكس هذا التوجه على أدباء آخرين في العالم العربي الذين يكتبون في فنون الأدب ونسوا أن الأدب العربي حاضراً في كل شيء وله رسالة إلى الإنسانية كافة فلن تجد أدباً يحمل قيماً ولغة وبلاغة وفصاحة وشعراً ونثراً كالأدب العربي فعندما يتحدث الإنسان باللغة العربية في أي محفل يشد الحضور لأنها تطرب المستمع في كل شيء فوراء كل كلمة وعبارة العشرات من المعاني التي تربط الإنسان ببيته ومعتقده وتطلعاته وطموحاته وآماله وهموم أمته ولم يتوقف الأمر على ذلك فالأدب العربي ليس طائفياً فالنصارى لهم حضور فيه فهم تأثروا بالأدب العربي لأنهم من أبنائه وخدموا اللغة العربية من خلال المعاجم تأليفاً وتحقيقاً وبالمقابل تفاعل محبو الأدب العربي من المسلمين مع النصارى العرب الذين خدموا الأدب العربي ونتذكر أدباء المهجر أمثال ايليا أبو ماضي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمه ووديع باموط وغيرهم كثير فلهذا يحق لكل غيور على الأدب العربي أن يقول كلمته وأن يوجه رسالة إلى المتطاولين عليه أن يفيقوا من غفلتهم وأن يعطوا الأدب العربي حقه من الاحترام والتقدير وأن لا يلصقوا فيه ما ليس فيه وإن كانت لا تخفى على الكثير من المستشرقين وأيضاً الذين قرأوا من خلال الكتب التي ترجمت عنه وأنصفوه بأنه أدب شامخ يرتقي بالعقلية الإنسانية ويسمو بها بين الأمم. والله من وراء القصد...