استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    التدريب التقني تمنح 63 رخصة تدريب لمنشآت جديدة في أكتوبر الماضي    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    الرياض الجميلة الصديقة    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية    هؤلاء هم المرجفون    أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في لقاء مع الروائي الجزائري مولود بن زادي : جازان نيوز من الصحف التي دعمت مسيرتي
نشر في جازان نيوز يوم 30 - 10 - 2013

الروائي و المترجم المهجري بلندن... مولود بن زادي ل الجسرة الالتكرونية الثقافية : الحنين إلى الجزائر يملأ صحفحات رواياتي
اجرى موقع الجسرة الالكترونية الثقافية _ حوارا مع المترجم والروائي الجزائري مولود بن زادي , نعيد نشره , علما بأن جازان نيوز كانت أول صحيفة سعودية تنشر له وقد أشار لذلك بهذا اللقاء , إضافة للقاءاته المتعدده , لم يغفل لها سبقها في ذلك , وكان هذا القاء :
شاب بالأربعينيات يجول شوارع الجزائر شوقا بعد عودته القصيرة إليها من لندن حيث يقيم منذ قرابة عشرين سنة و يعمل بها كمترجم ، يتنقل بين دعوات بعض القنوات التلفزيونية و الإذاعات المحلية الثقافية بالجزائر متحدثا عن إصداراته ، تواصلنا معه لنعرف عنه و عن كتاباته بالأدب و الترجمة ففاجأنا بصدور قاموسه الذي استغرق التحضير له مدة زمنية غير قصيرة و الذي يشمل آلاف المترادفات و المتجانسات العربية ، نشر بأدب الطفل و جال بمجال الرواية و اليوم ينزل ضيفا بيننا لندردش معه بهذا الحوار ، إنه الروائي المترجم مولود بن زادي.
*. بداية مولود بن زادي هل كان تكوينك فرنكفوني أم كيف؟ و لماذا اخترت اللغة العربية لأن تكون العالم السعيد الذي تتقاسمه مع القراء ؟
-يغوص بي سؤالك هذا بعيدا في أغوار الماضي فيعيدني إلى طفولتي في أرض بلاي الحبيبة الجزائر. لقد نشأت في محيط متأثر باللغة العربية. كانوالدي رحمه الله مولعا بالاستماع إلى المحطات الإذاعية العربية وكان شغوفابقراءة جريدة الشعب التي كان يشتريها يوميا، وكان يخاطبني بلغة تغلب عليها الألفاظ العربية، وكانت لي شقيقتان تعملان في حقل التدريس باللغة العربية. وإضافة إلى تأثيرات المحيط، فقد كنتدائما شغوفا بمطالعة الكتب العربية. بينما كان زملائي يصرفون أوقات الفراغ في اللعب واللهو، كنت أصرف وقتي في القراءة فكنت أطالع ما خلّفه لنا رواد الأدب العربي من العصر الجاهليإلى عصرنا هذا. قرأت شعر شعر البكاء على الأطلالفأسال ذلك دمعي، وأثارت مقامات بديع الزمان الهمذاني ونهاية ابن الأثير إلهامي، وأثّرت عبرات المنفلوطي وأيام طه حسين في نفسي وأثارت مشاعري.
للجزائر كتاب خلفوا بصماتهم في سجل الرواية باللغة الفرنسية وما أكثرهم، ونحن إن شاء الله سنساهم في إثراء الأدب المكتوب باللغة العربية حتى يكون لبلادنا نصيب في اللغتين معا فهما جزء من تاريخنا وثقافتنا، وإن اختلفت اللغة التي نفكر بها ونكتب بها فإننا بلا ريب نشترك في حبّ الوطن والرغبة في خدمته والمساهمة في إثراء أدبه وتشريفه.
*. ما الذي يؤثر على عالمك الروائي و أنت مقيم بلندن و ما كان ليؤثر عليه لو كنت مقيما بالجزائر؟
والله ثمة اختلافات شاسعة بين بيئة الوطن الأم التي نشأت فيها وبيئة المهجر التي أعيش فيها منذ حوالي عشرين سنة.. اختلافات ثقافية، عقائدية، إيديولوجية.. حتى طريقة التفكير تختلف. فتفكيري الآن يختلف عن تفكيري قبل عشرين سنة وأنا واثق أني لو عشت في الجزائر لكان لي الآن تفكير مختلف تماما. نحن هنا في لندن نختلط بكل أجناس الدنيا وما نسمعه وما نشاهده ونعيشه يؤثر فينا وينعكس بالتالي على أدبنا. بحكم أني أعيش في بريطانيا فإنّكم عندما تقرؤون ما أكتبه ستلمحون بلا شك سمات الأدب المهجري المعروفة والأدب المهجري مختف عن أدب الكتاب المحليين وما في ذلك جدال.. ستلمحون اختلافا في المواضيعوالأماكن التي تقع فيها الأحداث. فلو عشت في الجزائر لكتبت ربما قصة تقع أحداثها بالكامل في الجزائر لكن بحكم ما نعيشه من أحداث وتجارب في المهجر فإنّ أحداث روايتي المقبلة إن شاء الله تقع في بريطانيا والنمسا بعيدا كل البعد عن أرض الجزائر فسيكتشف فيها الجزائري أشياء ليس متعوّدا على مشاهدتها في الجزائر أو البلاد العربية. ستشاهدون أيضا النزعة الإنسانة القائمة على احترام الأجناس والمعتقدات والإنسانية بشكل عام. ستشاهدون أيضا الحنين الجارف إلى الوطن الذي أحيا بعيدا عنه وخير دليل على ذلك ما ذكرته في مقدمة رواية (عبرات وعبر) من شعور بالحزن والألم وأنا أغادر أرض الوطن، فقد قلتُ "مَا أنا بِنَاسٍ أبَداً ذَلِكَ اليَوم الحَارّ من أيامِ شَهْرِ جوان 1991 عندما رَكِبْتُ طائرَةَ الخُطُوط الجويّة الجزَائِرية في طَريقي إلى لندن...إلى دِيَارِ الغُرْبَةِ بعيداً عن الأوْطَان والإخْوان تُمَزِّقُني لوعَاتُ الحَنين وبَاقياتِ الأشْجان.أخَذَت الطّائرَةُ تَسْتَعِدّ تَدريجيّا لِلإقْلاع فانْطَلَقَت من موقفها ورَاحَت تَشُقُّ طَريقَها بِبُطءٍ على أرْضِيَةِ المطار بِاتّجَاهِ مدرج الطّيَران.اقشَعَرَّ جَلْدي تأثّراً وأنا أنْظُرُ من نافذة الطّائِرة فأرى مَبْنى مَطار بِلادي يَتَباعَدُ أمام بَصَري شَيْئاً فشيئا. كانت تِلك لحَظةَ الفُراقِ عن الوَطَنِ الذي كان في نَظَري الأُمَّ الحَنونَ التي نَشَأْتُ وتَرَعْرَعْتُ في أحضَانِها ورَضعْتُ من ثَدْيِ حنانِها واستَقَيْتُ بِزادِها وها أنا اليومَ أودِّعُها وأشُدُّ الرِّحَالَ عنها. لم أتَمَالَك فانهَمَرَت العَبَرَاتُ من عَينيّ لِفُراقِ بلادي."
ولو عشت في الجزائر ولم أعش في ديار الغربة لما كان للحنين إلى الوطن أثر في كتاباتي، والحنين إلى بلادي يملأ الآن صفحات رواياتي.
*. مع بداية هذا الموسم الجديد ننتظر نزول معجمك الجديد إلى المكتبات، ماذا يمكن أن نعرف عنه ؟
-سيكون إن شاء الله أول معجم من نوعه من إنتاج كاتب جزائري والأول من نوعه في الجزائر وبلدان المغرب العربي وسيفيد الدارس والمدرِّس والمترجم والأديب وهو ثري بالألفاظ والعبارات العربية ويشمل آلاف المترادفات والمتجانسات العربية. وهو عمل كبير كلّفني جهدا كبيرا ووقتا طويلا يناهز 3 سنوات. لقد أتعبني حقا وأنا اليوم سعيد بالمولود الجديد الذي سيضيف مرجعا جديدا إلى المكتبة الوطنية واللغة العربية.
*. وماذا يمكن أن تقول عن روايتك الأولى (عبرات وعبر) وفي نفس الوقت عن مولود بن زادي خاصة وأنها مولودك الأول؟
-لرواية (عبرات وعبر) منزلة عالية في نفسي لأسباب كثيرة أذكر منها أنّها كانت بداية مشواري في عالم الرواية.. وهي رواية واقعية صادقة تتحدّث عن عذاب أمّ ومعاناة أسرة.. وهي رواية لم أكتبها لوحدي بحكم أنّ أفراد من أسرتي بما في ذلك والدي رحمه الله وشقيقاتي شاركوا في سرد بعض أحداث القصّة بل وشاركت شقيقتي ليلى بن زادي في كتابة الرواية بما قدّمته من خواطر في رثاء الوالدة وهذه الخواطر موجودة في نهاية الرواية وهي من تأليفها وليس من تأليفي أنا. الرواية للتذكير متوفرة في مكتبة اتحاد الكتب الجزائريين في شارع ديدوش مراد بالجزائر ومتوفرة في لندن لمن أراد الاطلاع عليها وتُباَع هذه الرواية بسعر مجرد من أيّ ربح، ويسعدني أن أبلغكم أنّه تمّ بيع كلّ النسخ التي كانت متوفرة في مدينة غرداية لإقبال القراء عليها وهذا شرف كبير لي. تباع كتبي بأسعار مخفّضة خالية من الربح لأنّي أبحث عن القراء ولا أبحث عن المادة.
*. هل هناك دعم إعلامي بالدول العربية لأدب المهجر؟
-للأسف لا أرى أيّ دعم يذكر، فنحن مشتتون ولا نلقى دعما من أحد، حتى عندما نراسل الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون في الأقطار العربية فإنها لا تردّ علينا ولو بكلمة اعتذار. هنا في بريطانيا إذا راسلت صحيفة أو محطة تلفزيون فإنّك ستلقى منها ردا سواء كان بالإيجاب أو بالسلب وهذ دليل على أنّها تقدّرك وتعاملك بعدل، لكن ثقافة البلاد العربية للأسف تختلف، لا تهتم الصحف العربية التي نراسلها بالرد على رسائلنا، فلا مجال إذا للحديث عن الدعم الإعلامي لأنه لا أثر له ولا حياة لمن تنادي. تعرّفت على شخص من المشرق العربي له من النفوذ ما يسمح له بنشر ما شاء في الصحف الخليجية وللأسف فقدته لأنه ثار عليّ بعدما كتبت مقالة نقدية أبرزت فيها بعض الأخطاء اللغوية التي وقعت فيها الكاتبة أحلام مستغانمي في مؤلفها الأخير دون المساس بشخصها فتساءلت أين هي حرية التعبير عند هؤلاء. يستاء هؤلاء من مجرد مقالة نقدية موضوعية وهم قوم مثقفون!
إنّي أحتاج للوصول إلى وسائل الإعلام بالمشرق العربي ولا أعرف السبيل إلى ذلك لأنها كما ذكرت لا تردّ على الرسائل ولا تنشر لمن هو غير معروف، وكيف يعرفنا القارئ في هذه الأقطار إن كانت أبواب الإعلام موصدة في وجوهنا ومفتوحة لغيرنا ينشر من خلالها ما يشاء وأين العدل في ذلك، فأرجو أن تساعدنا الهيئات الثقافية في هذه البلدان على نشر ما نكتبه وإيصاله إلى القارئ العربي في هذه البلدان. فنحن نشعر أننا نستطيع أن نقدم الكثير إن حصلنا على دعم معنوي ودعم وسلائل الإعلام. لقد تمكّن أدباء المهجر في القارتين الأمريكيتين في نهاية القرن ال19 وبداية القرن ال20 من التألق بفضل الروابط الأدبية والصحف التي كان يملكها هؤلاء أما نحن فلا نملك شيئا عدا ربما الإرادة والرغبة في الحياة رغم نقص التغطية الإعلامية التي يتمتع بها بعض الأدباء في البلاد العربية.
أشكر جزيل الشكر بعض الصحف التي تجاوبت معنا إلى حد الساعة وهي قليلة وأذكر منها صحيفة البلاد وصحيفة صدى الشرق الجزائريتين وصحيفة جازان نيوز السعودية وتلفزيون المغاربية بلندن وتلفزيون الجزائرية والإذاعة الوطنية على مساعدتها لي.
*. كيف تمكنت من أن تقوي علاقتك باللغة العربية وأنت مقيم بلندن منذ عشرين سنة غير متأثر بالأدب الإنكليزي و غير جاذب لك لتكتب بلغته؟
-في اعتقادي ثمة علاقة وطيدة بين الدين واللغة، فمن في قلبه إيمان راسخ لن يحيد عن دينه حتى وإن عاش في بلاد لا تملك مساجد. وإن كانت اللغة أيضا راسخة في نفوسنا فإننا لن نتخلّى عنها حتى وإن كنا نتحدث بغيرها من اللغات نهارا ونحلم بها ليلا.. أنا أفكّر في كثير من الأوقات باللغة الإنجليزية بل وأحلم عادة باللغة الإنجليزية لكنّ ذلك لم يصرفني عن لغتي العربية. أعود إلى أدباء المهجر في القارتين الأمريكيتين من أمثال جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وغيرهما فرغم عامل البعد عن الأوطان ورغم قيامهم بالكتابة بلغات الأوطان التي استقرّوا فيها إلاّ أنّ اللغة العربية بقيت حيّة راسخة في قلوبهم.
إضافة إلى تعلّقي باللغة العربية فأنا أيضا مولع باللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي وبدأت الآن أكتب أقوالا وحكما باللغة الإنجليزية يمكنكم مشاهدتها في صفحتي بالفايسبوك، وأنا الآن أفكر في كتابة قصة أطفال بهذه اللغة مستقبلا إن شاء الله.
* بعودتناإلى الأدب لماذا اخترت الكتابة بالأدب الكلاسيكي تحديدا؟
-أنا متأثر كثيرا برواد الأدب العربي من أمثال المنفلوطي وطه حسين وقبل ذلك برواد الأدب الكلاسيكي الجزائري باللغة الفرنسية من أمثال مولود فرعون ومولود معمري. وأناأفضل قراءة أمهات كتب الأدب العربي وأتجنب بقدر المستطاع كتب المحدثين التي تكثر فيها الأخطاء اللغوية والحوارات العامية. لابد أن أقول إنّ أسلوبي لن يكون أسلوب كاتب معين.. سيكون إن شاء الله أسلوب مستقل يجمع بين الكلاسيكي والمعاصر وهذا ما ستشاهدونه بإذن الله في روايتي المقبلة (دموع). لقد نجحت أحلام مستغانمي في الرواية الشعرية فراح يقلّدها كل من هبّ ودبّ ولم يفكّر أحد في تقديم البديل. والبديل هو أسلوب مختلف يروق مجموعة أخرى من القراء فللقراء أذواق مختلفة وما من شك في ذلك. كنت أحبّذ مشاهدة أساليب مختلفة ومدارس أدبية مختلفة مثلما كانت عليه الحال أيام طه حسين والمازني والعقاد وأحمد شوقي وشعراء المهجر. لكنني لا أرى الكثير للأسف في ظل ظاهرة المحاكاة التي يشهدها الأدب المعاصر حتى أننا أصبحنا نقرأ نصوصا فنخالها لأحلام مستغانمي وإذا بها لأقلام أخرى تقلّدها. فأنا أعد القراء أن أسلوبي سيكون مختلفا تماما.
*. يكثر الحديث بهذه الآونة عن جائزة نوبل ، هل يمكن أن تكون حلما شرعيا لمولود بن زادي؟
-صدقيني إن قلت لك إنّي حاليا لا أفكر أبدا في الجوائز والماديات وخير مثال على ذلك أني أبيع كتبي بأسعار مخفّضة خالية من أيّ ربح. لقد بذلت جهودا كبيرة في سبيل إنجاز معجم المترادفات العربية الذي سيخدم العربي واللغة العربية ومع ذلك ، فكلمة شكر أو تسجيل الإعجاب بصفحتي بالفايسبوك تكفيني حتى وإن لم أتحصل على تكريم أو جائزة.
لكن، إن تحصلت يوما على جائزة كبيرة فإني سأشرفكم بها وأشرف بها بلادي.
*. كمترجم مقيم بالمهجر كيف هي علاقاتك بمترجمي المهجر؟
-هي عموما حسنة، لكن ثمة منافسة شديدة بين المترجمين.. ازداد عدد المترجمين كثيرا في السنوات الأخيرة في حين قلّ الطلب فصار المترجمون يتنافسون على أعمال قليلة.من الأشياء المؤسفة التي شاهدتها هي ادعاء مترجمين أنهم يتقنون كل اللهجات العربية في سبيل الحصول على عمل وهذا خطأ كبير، فصار بعضهم يتعثّر أثناء الترجمة ويعجز عن المواصلة وتتوقف المقابلة.. وأحيانا يسيء المترجم فهم الشخص الذي يترجم له فيسيء ترجمة كلامه وغير ذلك من المشاكل. ويعتقد بعض المترجمين من الشرق الأوسط أن الجزائري لا يحقّ له أن يترجم لأشخاص من المشرق العربي لأنه لا يحسن اللغة العربية وهذا افتراء لا أساس له من الصحة. بعد سنوات طويلة في حقل الترجمة اكتسبت خبرة مكنتني من الترجمة لأشخاص من مختلف الجنسيات العربية من المحيط إلى الخليج دون أية مشاكل. وإضافة إلى اللغة العربية الفصحى التي درستها في الجامعة وأتقنها، فإنني أحاول بقدر المستطاع استعمال الألفاظ المحلية في البلدان العربية التي تعلمتها مع مرّ الزمان لتسهيل عملية التواصل مع مختلف الجنسيات العربية أثناء الترجمة الفورية.
تزعجني الأحكام المسبقة. ففي إحدى المقابلات وقبل الشروع في المقابلة نظر إليّ الشخص الذي أترجم له بارتياب وسألني عن أصلي فلما أخبرته قال إنّي لن أستطيع التواصل معه لأني جزائري والجزائري لا يحسن العربية، فقلت له باسما "إن منحتني فرصة غيّرت رأيك" فسارت الأمور سيرا طبيعياً وزالت تلك الأحكام السلبية وخرج الرجل من المقابلة راضيا.. وهذا مجرد مثال..
*. بعيدا عن عالم الكتابة ماهي الاهتمامات الأخرى لمولود بن زادي؟
-أحبّ الرسم وللأسف لا أجد وقتا لممارسته، لكن أحاول أن أرسم لوحة على الأقل في السنة حتى أبقى على اتصال بعالم الرسم. لقد شاء القدر أن أشترك في موهبة الكتابة والرسم مع الأديب المهجري جبران خليل جبران.. أحبّ أيضا السباحة والاستماع إلى الموسيقى الهادئة خاصة عندما أكتب.
*. إن كانت لديك فرصة أن تصرخ غاضبا بلندن ثم بالجزائر ماذا كنت ستقول في الصرختين ؟
- (يضحك) إن صرخت في لندن سأقول ربما "مليت من الغربة!". وإن صرخت في الجزائر أقول: "لِمَ العزوف عن القراءة؟! وذلك لأننا في البلاد العربية قوم ننفق وقتنا في الحديث والدردشة والقيل والقال، بينما تنفق الشعوب الأوربية أوقاتها في القراءة وكسب المعرفة؟! وإنّي أتساءل حقا: لِمَ نكتب إذا كان المجتمع لا يقرأ! وهل يعقل أن تباع ملايين النسخ من رواية ما إذا كانت الإحصائيات تقول إن العربي لا يقرأ إلا 6 صفحات في السنة بينما يقرأ الأوربي 30 كتابا في السنة"
*. آخر كلمة؟
-أرجو أن تساعدونا على الحصول على دعم وسائل الإعلام في الوطن العربي. فبواسطة وسائل الإعلام نستطيع أن نصل إلى القراء في وطننا العربي وإن شاء الله سنكون عند حسن ظن الجميع. ترقبوا معجم المترادفات والمتجانسات في الأيام المقبلة وترقبوا رواية (دموع) العاطفية الواقعية في الأشهر المقبلة إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.